206

============================================================

ذكر موسى عليه الشلام تعالى سجودا يتضرعون ويدعون إلى أن استجاب الله تعالى لهم، فرفع عنهم القتل وقبل توبتهم، وقال الآخرون: لا، بل أمر عبدة العجل أن يصطفوا صفين بالسيوف ويضربون بعضهم بعضا لا يمتنع أحد عن القتل لا والد ولا ولد ولا أخ ولا غيره ففعلوا، وجعل موسى وهارون ومن لم يعبد العجل يدعون ويتضرعون إلى آن فرج الله تعالى عنهم فأحصى القتلى فبلغ عددهم سبعين ألفا وقبل الله تعالى توبتهم فكان المقتولون الراضون بالقتل شهداء ومن بقي من عبدة العجل كان استسلامهم للقتل وان لم يبلغهم القتل توبة لهم قال الله تعالى: فتاب عليكم إنه هو الثواب الرحي [البقرة: الآية )5) ولما تاب الله تعالى عليهم رجع موسى إلى الألواح قال الله تعالى: ولما سكت عن ثوسى الفضب أخذ الألواح وفى نشختها هدى ورخحمة} ([الأعراف: الآية )15) قال قوم انكسر منها لوحان ويقال: بل انكسرت كلها، فكان بعضها رضراضا لا يدري ما كان فيه وبقي بعضها يمكن قراءتها فأمر الله تعالى موسى آن يأخذها، فلما نظر موسى إليها منكسرة اشتد حزنه فأوحى الله تعالى إليه اكتب ما فيها في ألواح غيرها ويقال أمره أن يكتبها في الواح من ذهب، فقال موسى يا جبرائيل ومن أين لي الذهب؟ قال : فعلمه جبرائيل بأمر الله تعالى ثلاثة أدوية من صنعة الذهب وكيميائه حتى صنع الذهب وجعل منها ألواحا كتب فيها بقية الألواح، ويقال: بل كتب في الدفاتر والمصاحف وقال بعضهم ذهب الكثير مما كان كتب الله تعالى له فيها من العلوم إلا ما احتاجوا إليه من أمر دينهم وشرائعهم فإنها بقيت فلما انتسخ وعرض ما نزل فيه وما أمر الله تعالى به بني اسرائيل ثقل عليهم تلك الشريعة وهي رجم المحصن وقطع السارق والقصاص في القاتل، وقالوا: يا موسى لا يقبل واحذ كان العجل الذي تعبده أحب إلينا مما جئت به، فقال موسى: إللهي تسمع ما يقولون قال الله تعالى: وإذ أخذنا ميثلقكم ورفعنا فوقكم الظور خذوا ما ءاتينكم بقوة [البقرة: الآية 13] وذلك أنهم لما ردوا على موسى أمر الله تعالى الملائكة ويقال أمر جبرائيل فاقتلع جبلا من جبال (فلسطين)(1) على قدر عسكر موسى ثم جاء به ورفعه فوقهم كالظلة بينهم وبين السماء وقيل لهم: إما أن تقبلوا التوراة، واما آن يلقى عليكم الجبل، فوقعوا ساجدين من خوف وقوع الجبل عليهم وسجدوا على أنصاف وجوههم ينظرون بإحدى آعينهم إلى الجبل مخافة سقوطه عليهم ونادوا سمعنا، وقالوا في آنفسهم وعصينا ولولا مخافة الجبل ما سمعنا، قال ابن عباس رضي الله عنهما فمن ثم سجدت اليهود على شق وجوههم، فلما قالوا سمعنا رفع الله تعالى (1) فلسطين: بالكسر ثم الفتح، وسكون السين، وطاء مهملة، وآخره نون، آخر كور الشام من ناحية مصر، ياقوت الحموي، معجم البلدان 273/4.

مخ ۲۰۶