141

تاریخ

التاريخ

ژانرونه

واستقام أمر الإمام إدريس (ع) بفاس، فأقام بها حتى سنة 197ه. ثم خرج لغزو ما تبقى من قبائل البربر الوثنية في نفيس، وبلاد المصامدة، ففتح نفيس وبلاد المصامدة وعاد إلى فاس، وأقام بها حتى محرم سنة 199ه. ثم خرج لغزو مدينة (نفزة) بتلمسان، وكان يسكنها قوم من الخوراج الصفرية فافتتحها وأصلح أسوارها ورمم جامعها، وأقام بها ثلاث سنوات، وأخضع فيها خوارج المغرب الأوسط لطاعته.

(وكان إدريس قد أبدى في محاربة الخوارج الصفرية من البربر في تلمسان ما أثار إعجاب رجاله، ويذكر البكري أن داود بن القاسم بن إسحاق بن عبدالله ابن جعفر قال: كنت مع إدريس في المغرب، فخرجت معه يوما إلى قتال الخوارج، فلقيناهم وهم في ثلاثة أضعاف عددنا، فقاتلناهم قتالا شديدا، فأعجبني إدريس ذلك اليوم، وجعلت أديم النظر إليه، فقال ويحك، لم توال النظر إلي، قلت لخصال: أما أولها فإنك تبصق مجتمعا، وأنا أطلب قليل ماء أبل به حلقي فلا أجده، قال: ذلك لاجتماع قلبي وذهاب بصاقك لذهاب عقلك، قال، قلت: والثانية، لما أرى من منعتك، قال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى علينا، قلت والثالثة، لما أرى من حركتك وقلة قرارك على الدابة، قال: ذلك زمع إلى القتال فلا تحسه رعبا) (1).

عاد الإمام إدريس بعد ذلك إلى فاس سنة 202ه يواصل مشواره الرسالي والفكري فعمم الإسلام على من تبقى من الوثنيين، واهتم بالناحية التعليمية فأنشاء المدارس، والمكتبات وازدهرت الحركة العلمية وقام بسك العملة، وتوسع في العمران، وازدهرت التجارة وعاش الناس في عدل وأمان، وتوافد على إدريس (ع) كثير من عرب أفريقية والأندلس ليعيشوا تحت عدله وسماحته.

مخ ۱۴۱