140

تاریخ

التاريخ

ژانرونه

ولكن الخلافة العباسية ساءها عدم انهيار الدولة الإدريسية وكان هارون الرشيد قد أقطع إبراهيم بن الأغلب ولاية أفريقية (1) سنة 184ه ولاية مستقلة عن الدولة العباسية وأمده بالمال والقوة مقابل القضاء على الدولة الإدريسية، واستطاع إبراهيم بن الأغلب أن يستميل بعض العملاء ويسرب فيهم الأموال حتى قتلوا راشدا سنة 186ه. ولكن تلك الطريقة لم تنجح في القضاء على الدولة الإدريسية، إذ قام خالد بن يزيد بن إلياس العبدي بكفالة إدريس بن إدريس، وجدد له البيعة في ربيع الأول سنة 187ه: وبايعته جميع قبائل زناته، وأوربة، وصنهاجة، وغمارة، وسائر قبائل البربر، واستقام له أمر المغرب الأقصى، وعظم سلطانه، وذاع صيته، واشتهر عدله ووفد عليه الناس من سائر البلدان، وكان فيمن وفد عليه نحو خمسمائة فارس من أفريقية والأندلس من القيسية، والأزد والخزرج، ومذحج وبني يحصب (2)، وكثر أنصار إدريس (ع) وضاقت بهم مدينة وليلي، فخرج إدريس (ع ) للبحث عن موضع لتأسيس مدينة جديدة، فلما وصل إلى الموضع الذي أسس فيه مدينة فاس، أعجبه طيب هوائها، وكثرة مياهها، وأشجارها وكان يسكنها قوم من قبائل زناته، وزواغة، وبعضهم على دين اليهودية، والنصرانية، ووجدهم يقتتلون، فأصلح بينهم وأسلموا على يديه، ثم اشترى منهم الموضع بستة آلاف درهم وبدأ بتأسيس مدينة فاس (3)، وكان ذلك سنة 193ه، ولما فرغ من بناء أسوارها وجامعها أنزل الوافدين عليه من الأندلس بالعدوة الشرقية فسميت لذلك عدوة الأندلس، وأنزل الوافدين عليه من القيراوان بالعدوة الغربية فسميت لذلك بعدوة القرويين.

مخ ۱۴۰