وأقام إدريس (ع) في فاس حتى توفي في أول ربيع الأول سنة 213ه، وعمره ست وثلاثون سنة (1).
أحفاد إدريس:
بعد موت الإمام إدريس بن إدريس (ع)، قام أولاده بتدبير شئون الحكم تحت قيادة الإمام محمد بن إدريس بن إدريس، ويذكر المؤرخون أنه كان له أحد عشر أخا يساعدونه في إدارة شئون البلاد. وسار محمد سيرة العدالة والفضل وتمتع الناس في عهده بالأمان حتى توفي سنة 221ه (2).
فتولى الأمر بعده ابنه علي الملقب بحيدرة، وكانت أيامه أيام خير وسار بسيرة ابيه وجده في العدل فكان الناس في أيامه في أمن ودعة (3).
ثم توفي سنة 234ه فتولى الأمر بعده أخوه يحيى بن محمد، وفي عصره شهدت فاس نهضة عمرانية وعلمية واسعتين، يقول ابن خلدون عن يحيى بن محمد: (امتد سلطانه، وعظمت دولته، وحسنت أثار أيامه. واستبحر عمران فاس، وبنيت بها الحمامات والفنادق للتجارة، وبنيت خارجها الأرباض، ورحل إليها الناس من الثغور القاصية) (4).
وقال بن أبي زرع: (قصد إليها الناس من الأندلس، وأفريقيا، وجميع بلاد المغرب) (5).
وتولى بعده كل من يحيى بن يحيى بن محمد (ابنه) ثم على بن عمر بن إدريس، ثم يحيى بن القاسم بن إدريس، ثم يحيى بن إدريس بن عمر بن إدريس، وكان يحيى من أعظمهم سلطانا وعلما. يقول ابن خلدون عن يحيى أنه (أعلى بني إدريس ملكا، وأعظمهم سلطانا، وكان فقيها عارفا بالحديث، ولم يبلغ أحد من الأدراسة مبلغه في السلطان والدولة) (6).
مخ ۱۴۲