طلع الصباح فلم يبدأهم أبو السرايا بقتال فخرج رجل من أهل بغداد يشتم ويسب أهل الكوفة ويكرر نداءه البذيء. فألقى رجل من أهل الكوفة نفسه في الفرات وسبح حتى وصل إليه فصرع البغدادي وقتله وسبح به حتى أخرجه إلى الكوفة فارتفعت أصوات الناس بالحمد والثناء لله.
وخرج رجل آخر يشتم أبا السرايا وهو صامت فلما اراد أن ينصرف هجم عليه أبو السرايا وقتله وأكمل هجومه حتى خرج من خلف المعسكر ثم رجع حتى عاد إلى أصحابه.
ثم وجه أبو السرايا غلاما له مع بعض الجنود وأمرهم بالخروج إلى خلف المعسكر ثم يحمل عليهم لا يكترث. ومضى الغلام ومن معه. ووقف أبو السرايا على فرسه ينتظر إلى أن اطمئن أن الغلام انتهى إلى الكمين الذي حدده له فقنع فرسه وصاح: (يا أهل الكوفة احملوا عليهم) وأشار بيده في اتجاه غلامه الذي بعثه، وهجم على العباسيين ودارت معركة رهيبة انهزم فيها العباسيون ولا ذوا بالفرار وأبو السرايا يتبعهم حتى صاح زهير أتريد هزيمة أكثر من هذه فكف أبو السرايا عن ملاحقته ودخل الكوفة بغنائم كثيرة. وعاد زهير إلى بغداد مستخفيا وعلم (الحسن بن سهل) بالهزيمة فغضب على زهير غضبا شديدا وأمر بإحضاره وعندما مثل أمامه ضربه بعمود من حديد على وجهه فشتر إحدى عينيه وأراد قتله لولا أن تشفعوا فيه.
معاودة الهجوم
قرر الحسن بن سهل معاودة الهجوم مرة أخرى فاستدعى القائد العباسي (عبدوس بن عبد الصمد) وجهز له جيشا من الفرسان والأبطال وأغدق عليهم الأموال وأمره بالتوجه إلى الكوفة من غير الطريق التي انهزم فيها العباسيون حتى لا يشاهدوا جثث قتلاهم فيجبنوا عن القتال.
مخ ۱۱۴