115

تاریخ

التاريخ

ژانرونه

وسار عبدوس بالجيش وهو يحلف أن يبيح الكوفة ويقتل مقاتلتهم ويسبي ذراريهم وجد في سيره حتى وصل جامع الكوفة وعلم أبو السرايا بالخبر فصلى بالناس الظهر وأخذ الفرسان والأبطال من جيشه وتوجه إلى الجامع فلما قرب منه قسمهم إلى ثلاث فرق وجعل شعارهم: (يا فاطمي يامنصور) وهجموا على العباسيين من جميع الجهات فانهزموا وتهافتوا إلى الفرات طلبا للنجاة فغرق منهم الكثير ودخل أبو السرايا على عبدوس في رحبة الجامع فكشف خوذته عن رأسه وصاح: (( أنا أبو السرايا أسد بني شيبان )) وهجم على عبدوس فهرب منه فتبعه وضربه على رأسه ضربة فلقت هامته فخر صريعا من على فرسه وعاد أبو السرايا منتصرا إلى الكوفة.

موت الإمام محمد (ع)

كان الإمام (محمد بن إبراهيم عليه السلام) قد أصيب في إحدى الوقعات واشتدت عليه علته فلم يستطع أن يشارك في تلك المعركة. وعاد إليه أبو السرايا يبشره بالنصر على عبدوس فلامه على عدم دعوته لهم فقال أبو السرايا: (يا ابن رسول الله تدبير الحرب أوجب هذا، ولن أعود إلى مثلها) ورأى في وجه محمد(ع) الموت فقال أبو السرايا:(يابن رسول الله كل حي ميت وكل جديد بال فاعهد إلي بعهدك).

قال: (( أوصيك بتقوى الله، والمقام على الذب عن دينك ونصرة أهل بيت نبيك، فإن أنفسهم موصولة بنفسك، وول الناس الخيرة منهم فيمن يقوم مقامي من آل علي فإن اختلفوا فالأمر إلى علي بن عبيدالله فإني قد بلوت طريقته، ورضيت دينه )) (1) .

وارتفعت روحه الطاهرة إلى بارئها وكتم أبو السرايا خبر موته عن العامة لئلا يختلفوا عقب النصر الذي أحرزوه. وفي الليل خرج به مع بعض رجال من الزيدية ودفنه في الغري وكان ذلك في أول رجب سنة(199ه).

مخ ۱۱۵