209

تراجم اعیان

ژانرونه

============================================================

عند بكائه عليه : لآخذن بثارك من الذين اغتالوك . ولآخذن دمك من قوم قتلوك وما قاتلوك واستمر ينادي بذلك في قيامه وقعوده وركوعه وسجوده فبينما هو جالس في بعض الأوقات إذ سمع قائلا يقول : خرج عبد الحليم اليازجي للقتال، وبرز للنزال فخرج من خيمه مع شرذمة قليلين ، يظن أنهم يدومون على القتال ملازمين فتوستط صفوف العدو، من غير كرتتب ولا هدو والتفت وراءه فما وجد من جماعته آحدا، ووجدهم قد تفرقوا بددا فلم يرجع عن قصده، ولا حاد عن جدده فجاءته بندقة ألقتنه صريعا، وأجرت دمه نجيعا فثار قاثما على ركبتيه) وقايم سيفه بيديه، وهو يزار كالأسد الحصور، أو كالكمي الغيور، إلى أن تكائر عليه العدو ، وهو وحيد، وقطعوا رأسه من الوريد، وبقي مطروحا تسفى عليه الرياح، وتسقيه دموع الغوادي في الغدو والرراح وفي اليوم الثاني تادى مناد من قبل عبد الحليم اليازجي ليتقدم من يريد فيأخذ جسد مسيح فيواريه التراب ويدقنه عند من مضى من الآحباب، وآنشد قول القائل : نفلق هاما من رجال أعزة علينا، وهم كانوا اعق واظلما فأذه جماعته بالأمان ، وغسلوه وأدرجوء في الأكفان) ودفنوه عند صاحبه ايراهيم، جوار بلدة الخليل ابراهيم ولعمري لقد وقعت لطيفة . وهي أن الرها بلدة ابراهيم الخليل ، (1) (1) سقط من * قوله و ولعمري... حت وكان ابراهم

============================================================

وكان ابراهيم قد ألقى فيها في النيران . فأول من قتل فيها من المسلمين ابراهيم المذكور، وهو قدر2 في الكتاب مسطور أخبرني صاحبنا حسين بلوكيافي الكردي الشهير بابن شرف أنه لتا دام نزال المسلين للبلدة الذكورة، وعلم عبد الحليم أن فرقته مأخوذة لأنها محصورة شرع في طلب الأمان من الوزير محمد باشا المذكور، على شرط أن يسلم لهم حسين باشا، ويكون هو منهم ناجيأ، وبالخيانة مع حسين راضيا، وكان حسين شجاعا باسلا، وبطلا حافلا، لكنه كان عاطلا من الحيلة والخديعة، فوقع من شرك اليازجي في مصيبة مريعة فأنزل اليازجي أخاه حسنا بالامان، بعد أن استرهن عنده عليه زمرة من الشجعان، وترددت الرصائل، وتعددت الوسائل، وحسين كالمحبوس في مكانه، يظن القوم اخوانه وهم من خوانه فانعقد المقال، وكثر القيل والقال فأخرج حسينا من موضعه وهو لايدري إلى أين . ولم يعلم أن ذلك الطلوع يسوقه إلى الحين فلما تحقق حسين أنه ذاهب الى الحين قال لليازجي مخاطبا، وله بأليم الكلام معاتبا: مكذا تكون العهود من الشجعان ، لاكنيك عادم الإيمان، فلذا خنت في الأيمان. وقد أحلت الله عليك، وسقت عاقبة خيانتك إليك. وأنزله من الصياصي، بعد اغضابه لمالك النواصي، وتسلمه اهل الشام، وأعطوه الوزير بعد العشاء في الظلام فلاطفه الوزير بالكلام، وقال له : لاي شيء خنت سلطان الاسلام وأنت تعلم أن سيف السلطان قاطع طويل، وأن من عصاه لا يجد الى النجاة من سبيل

============================================================

29 فاعتذر بأعذار غير مقبولة، وإن كانت في معرض العذر منقولة وأرسله الوزير إلى باب سلطان الاسلام السلطان الأسعد الآجد، مولاتا السلطان الغازي حمد . وهناك أحضروه الديوان، ونادى بشعار الشرع فأجابوه الى ما أراد. وحققوا عليه في الأرض الفساد فحكم القاضي بقتله ، وصليب بقضاء القادر وعدله ، وقال جزاء ما اكتسب من الاثام ، ونعوذ بالله من غضب الملك العلام وبعد تسليم اليازجي لحسين باشا ارتحل عسكر الشام مريعا، ورحلوا من منازلة منازل الرها جميعا. لمجوم جيش الشتا، حيث كان قد قرب وأتى ولم يمكث الوزير بعدهم إلا أياما قليلة، ومدة غير طويلة.

ورحل هو الى جانب حلب. وتال اليازجي برحيل القوم غاية الأدب) واستمر مندة الشتا في الرها مقيما، وسار في الربيع الى عينتاب يظن أنه صار من الحرب سليماء ففضب السلطان لبقائه في الحياة، وأرسل الى قتاله عسكرا جهزه وأمضاه . وجعل القدم على العساكر كلها الوزير حسين باشا ابن الوزير الكبير الأعظم محمد باشا وكان الوزير حسين باشا المذكور في بغداد واليأ عليها من جانب السلطان حمد فلما تحقق عصيان اليازجي عبد الحليم) وأنه ما رجع عن العصيان بشكله العقم، وأن فساده قد زاد، وضره به جميع العباد، أرسل السلطان نصره الله تعالى إلى حسين باشا المذكور حكما وعليه خطية بأنه يقصد اليازجي المذكور العاصي) وأنه يجمع عليه من عسكره الداني والقاصي. وأرسل من جانب بابه العالي أيضا

============================================================

الوزير ابواهيم باشا الذي كان واليا بحلب ، مقدما على نحو عشرة آلاف عسكري من جانب عسكر باب السلطان بقسطنطينية المحمية فمشى السردار الكبير، حسين باشا الوزير) من جانب بغداد، الى أن وصل إلى مدينة آمد من ديار بكر. فجعل إقامته بها لتمهيد أمور العسكر، وبث الأحكام إلى البلاد ، يستدعي الأجناد، للتال اليازجي الخارجي وجاء من جانبه حكم إلى السيد الشريف محمد باشا" وهو وزير بدمشق، يدعوء مع عسكر دمشق إلى التوجه الى جانب البلاد الحلبيه ليلتقوا بعينتاب ومن هناك يسيرون جميعا لقتال اليازجي المذكور. وكان وصول الحكم إلى دمشق في أو اخر شعبان سنة تسع والف: وكان السلطان نصره الله تعالى أرسل خطكه بيده، وهو الذي يسيونه خط همايون إلى حسن باشا حين جعله مردارا على العساكر القي عيئنها لقتال البازجي ، وحاصل الخط أنه اجاز له أن يثطي ما أراد من المناصب، ويتصراف فيما شاء من المراتب) ويعزل من اختار، ويولي من يقع عليه الاختيار، كل ذلك استجلاب لخاطره، وحث له على الرغبة في قتال المذكور بنفوذ أوامره فسار حسين باشا الى ديار بكر، ومن ديار بكر الى عينتاب . وهناك التقى مع المسكر الشامي. وساروا من هناك يقطعون المراحل الى آن وصلوا الى مرحلة يقال لها البستان فنزلوا بها وياتوا تلك الليلة . وكان نزولهم في مقابلة جبل فيه مكان أهل الكمف على أصح الأقوال فبينما هم على الصباح، وإن بعسكر اليازجي الخارجي قد أقبل من جاتب الشرق)

============================================================

ناپیژندل شوی مخ