208

تراجم اعیان

ژانرونه

2 مع عدد وافره من عسكر دمشق، فنازلوهم على باب كلتز، وقتلوا منهم عددا وافرا، وجمعا متكائرا. وخرج عبد الحليم من كلتر مع من بقي معه من جماعته المذكورين، وساروا مكسورين غير منصورين ولما خرج منها هاربا، سار إلى نواحي حصن سميساط طالبا، فقاتله حاكم الحصن المذكور، وتواقعا، وجرى بينهما مواقف ومواقع، ومحاربات بسيوف ومدافع . فتارة كان غالبا ، وآونة كان مغلوبا . روقتا كان سالبا ، وحينا كان مسلوبا . الى أن دخل إلى الرها (1) . واحتال إلى أن جاءته أحكام سلطانية بأن يكون محافظا بها وفي أثناء ذلك خرج عن ريقة الطاعة رجل يقال له حسين باشا، كان قديما أمير الأمراء بولاية الحبشة، وخلع من عنقه قلادة الطاعة) واستمر ينفسه في بلاد قرمان جهر الاستطاعة حتى وصل إلى مديثة يقال ها أركيلى (2)، وهي قصبة حسنة مخصبة، لطيفة بحسنها معجبة. فثار اليه أهلها ليردوه ، وعن بلدهم يدفعوه ويصدوه) فسطا عليهم كالأسد اذا صال، وقتلع منهم الأوصال: رنمي خبره إلى حضرة السلطنة بقسطنطينة الحمية، صانها الله عن طوارق البلية. فأرسل إليه عسكر عظيم، فخاف من هولهم وفر قاصدا (1) الرها: هي مدينة حران في تركية اليوم.

(2) كذا فى الأصل وفي المحبي " أركله وقال : بتح الهمزة والراء وسكون الكاف الفارسية، وفتح اللام ثم حاء قصبة من اعمال قرمان على طريق الفسطنطينية وهي وقف على الحرمين الشريفين وفيها من الأعاجيب في محل قريب منها فوار ماء يخرج منه الماء سيالا، فإذا وصل إلى الأرض جمد وصار كالرخام الأبيض لا يتكسر إلا بالحديد، دون غيره0.

============================================================

أن يخرج إلى بلاد العرب) وظن أنته يتجيه الهرب. فمنعه من العبور عن جسر جيحان، فتعطف إلى جمهة الشرق، حتى وصل إلى الرئها، وظن أنه أصاب والحال أنته خاب وسها وكان عبد الحليم اليازجي بالرأها، فأوهمه عبد الحليم أنه ناصره) والحال أنته خاذله، ولم يمض أيام قليلة إلا وحمد باشا ابن المرحوم سنان باشا الوزير الأعظم قد قصد البلد المذكورة،يجماهير من العساكر تسد الفضا، وتقد السيف بشدة المضاء فنازلها وحاصرها، وقابلها وقاتلها) وكابرها وكائرها، فصدمتها جيوش الشام ، وقصدوا من فيها من الطغاة الطفام، ونار بينهم القتام.

وفي يوم وصول عسكر الشام إليها، ونزولهم عليها ، لاقاهم من طائفة عبد الحلم وطاثفة حسين باشا طائفة شديدة الباس مشدودة المراس فصدموا الشاميين مرة بعد مرة ، وردوهم بأصدق كرة. إلى آن تجمع الشاميتون على تل عال مناك، وتحزبوا واستمسكوا بعض استمساك وقال لهم ابراهيم الشهير بيالتوز، وكان من جملة كماتهم، بل كان عظيم حماتهم: كيف لنا دخول بعد هذه المرة إلى الشام ، وهل يليق بنا الهرب ونحن اصحاب الامم بالشجاعة بين الأنام 9 هيهات أن أهرب آو آرضى بالوصف القبيح اوإنما اكر عليهم ولو صرعيت بينهم كالذبيح وشاور من شاوره من أقرانه، وخاطب من قارب من اخوانه رصاح صيحة اقشعرت منها الجلود ، وشابهت بإنارتها الناس اليوم الموعود : وركض جوادء سابقا، وكان هو وجواده في الحديد غارقا . ولحقه من الشاميين زمرة وافية، وجماهير كافية ، ففر جماعة اليازجي بين أيدهم فرة

============================================================

2 قبيحة) وما بالوا بالفضيحة. واستمروا في آتارهم إلى آن كسر دسوهم على باب المدينة كراديس، وقطعوا منهم رأس كل شجاع رئيس . ووقفوا حول القلعة كالأسود الخادره وكانت فرقة لدين الإسلام ناصره : وبلغني ممن أثق به أن يالتوز ابراهيم أظهر في ذاك اليوم من الشجاعة ما شاع أمره، وبهر ختبره وخبره، وانقضى ذلك اليوم والشضرة للشاميين شائعة، وأنوارها ساطعة. وفي اليوم الثاني وصلت بقية المساكر.

واصطفت جميع الجماهر ووفف إبراهيم المذكور على حصانه، منفردا كاسمه بين أقرانه، وإلى جانبه حسن صوباشي الشهير بتركان حسين، وعلى رأسه خوذة صفراء تبرق أنوارها ، وتضيء منها أقطارها ، وهم في مقابلة القلعة واقعون ، ولمواضع وضيع الخيام متحيرون فرماهم عبد الحليم من القلعة بمدفع هاج فلأ صوته النواح، ووقع في الأرض) وفي باطن ابراهيم

طاح فوقع رأسه على قربوس جواده؛ وحر كه من الى جانبه فوجدوا الضربة في داخل فؤاده. ومات مثابا سعيدا، ومفى مشكورا حميدا.

فدفنوه عند مزار هناك والعجب أنه في اليوم الذي قبل يوم موته شاهد موضع دفنه، فقال : ما أحسن هذا الموضع رما ألذ الدفن فيه ، لا سيما لمن كان مؤمنا يخاف الله ويتقيه وفقد عسكر السلطان بفقده ناصرا كبيرا وكانوا يؤملون به خيرا كثيرا . وتفرقت جماعته المجموعة، وقل من اجرى عليه دموعه . وتوزع الناس أسبابه ، ولم يعرف أحد أحبابه. إلا أن رجلا من أمثاله وأقرانه وأشكاله، يقال له مسيح، كان من غرسه . وطال ماكان في الحياة يقديه بنفسه، بكى عليه وانتحب، ولشجاعته ومكارمه ندب. وكان يقول

ناپیژندل شوی مخ