حرف العين 130 عبد الحليم اليازجي الباغي الخارجي هو رجل من الطايفة السكبانية . والسكبانية عبارة عن طائفة كان وضعهم أن الواحد منهم يحمل البندقية على ظهره ويقود الكلب في ساجوره ويمشي آمام الأمير أو الكبير، حين يسير الى الصيد. وهو لفظ: فارمي مأخوذ من سك . فأما ستك فهو الكلب بلغتهم ، وأمتا بان فهو بمعنى الحامي ، أي حامي الكلب وهؤلاء الطائفة لم يكونوا اولا شيئا مذكورا حتى جاء الى بلاد الشام أمير يقال له أبو سيفين تولى ولاية لواء نابلس. فصحب منمهم نحو مثة رجل يستعين بهم على رعايا بلاد نابلس، لأنهم لا يخلون من نوع شراسة فاعتاد الامراء استصحابهم إلى ولاياتهم، فكثروا ، إلى أن تولى لواء صفد أمير يقال له درويش بك، فاستصحب منهم جماعة كان كبيرهم عبد الحايم اليازجي صاحب الترجمة فاستمر درويش بك في صفد مدة وهم معه فاتتفق أنته عزل بالأمير علي الشهير بدالي علي الجر كي. فذهب علي المذكور لأن يتسلم ولاية صقد.
فقال عبد الحليم اليازجى لدرويش بك : لا تسلم الولاية المذكورة لدالي علي ، وأنا امنعه بالحرب والضرب. فمال الى كلامه هذا، ولم يسام.
(1) الظر ترجمة موجزة له عند الحى 322/2.
============================================================
فلزم أن أمير الأمراء بدمشق وهو خسرو باشا الخادم أرسل كدخداه باكير آغا مع كثير من عسكر دمشق إلى ولاية صفد لييخر جوا درريش بك منها وبسلموها لدالي علي بك فلما وصلوا إلى نواحي صفد خرج اليهم درويش بك مع اليازجي عبد الحليم ومن معه، فقابلوهم وقاتلوهم، ومنعوهم من دخول صفد . ودام القتال بينهم أياما إلى أن تجرد للقتال عسكر الشام وبرزوا للطعن والضرب وصبروا لكرات الحرب، وجاهروا بالمبارزة وصابروا في المناجرة، ونادوا بشعارهم، ولحقوا بآثارهم حتى ضييقوا عليهم المجال وجرح في ذلك اليوم كثير من الأبطال وأما عبد الحليم فنزل بجماعته (1) إلى السهل) فقطعوا سرادق دالي على بك ، وتهبوا ما فيه . فأراد التاختر عن مكانه ، فناداه بعض رفاقه: إلى أين الهرب 2 وما هذا الرهب 2وأنت مشهور بالبسالة، معروف بالبطالة، عد إلى موقفك، ولا تكن ممن خار وتهول، فإن الموت مقرر) والهلاك له وقت مقدر فرجع يزأر زثير الأسود، وثبت في موقف الموت وهو بنفسه يجود) وليس معه سوى نفر قليل، لكن كل منهم يسير من الموت إلى ظل* ظليل . فركب ممن الثبات ، وتادى : لا فرار عن المات . فيقال إنه قتل في ذلك اليوم من الكثبانية نحو العشرة . واستحل دماءهم استحلال دم الكفرة . فكسر نفوسمم، واوجب بؤسهم، ودخل عليهم الليل: واحتاط بهم الويل، ودخل ذو الفقار مملوك الأمير منصور بن الفريخ إلى مدينة صفد من تاحية من نواحيها، فرده السكبانيتة بالبندق، وقتلوا 1)ومع جاعته
============================================================
من جماعته شابا كان لديه مقبولا ، فأضبح في الفلاة مقتولا فتقهقر ورجع عن الإقدام، واتصف بالندم والإحجام . ثم لم يزالوا بين تأخر وتقدم، واستصواب وتندم ، إلى أن أشار العقلاء على درويش بك أن يخرج مع من معه، وأن يفرق العسكر الذي جمعه وقال له الناس : مقاتلة السلطان لا تليق) رأنت لذلك لاتطيق فخرج من المدينة خائفا يترقب، وهو برداء الليل يتنقب وخرج معه عبد الحليم مع جماعته السكبانية، وكان سيرهم على صيدا من الجهة الشقيقيثة فوردوا على الأمير ابن معن أمير البلاد الشوفيتة، وأمين (1) الأسكلة الصيداويتة فزودهم وسيئرهم، رفي بلاده ماقررهم : فأما درويش بك فقد سار إلى الياب العالي، لا زال محفوفا بالمعالي وذهبت وراءه المحاضر والشكايات، عمن وقعت بهم النكايات) من أهل هاتيك البلاد الصفدية، وأسعفهم فرقة من أهل البلاد الدمشقيية، حزنا على ما أصابهم، وتأسفا لما وقع بهم ونابهم قلزم أن الوزير الأعظم ايراهيم عرض حال درويش بك على حضرة السلطان ، فأمر بصليه . فصليب بتيابه. ورجا الوزير في ذلك جزيل ثوابه .
ولم يلتفت إلى ما كان ينسب إليه من السيادة، ورأى إزالة الظالم من الوجود أفضل عبادة.
وأما عبد الحليم وأصحابه السكبانية فقد ساروا على ساحل البحر إلى طرابلس الشام، ثم إلى جانب حلب، حتى دخلوا إلى مدينة كلز) بإشارة من أميرها . فشر عوا في الفساد المعتاد فتنبه لهم أمير الآمراء بجلب فأرسل اليهم خدا وردي صوباشي أحد أمراء المثة بدمشق. فذهب اليهم (1) * وأمير،.
============================================================
ناپیژندل شوی مخ