601 ] وقال تعالى : { للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار } [ آل عمران : 51 ، 61 ، 71 ] ( قال النبي صلى الله عليه وسلم : لكل داء دواء ودواء الذنوب الاستغفار ) أي المقرون بالتوبة رواه الديلمي عن علي بلا سند . ( وقال صلى الله عليه وسلم : لكل شيء حلية وحلية الذنوب الاستغفار وقال صلى الله عليه وسلم : من استغفر غفر الله له وإن كان فارا من الزحف ) أي صف القتال ، فإن الفرار من صف القتال بلا سبب مجوز للفرار من الكبائر ، قال النووي في الأذكار . وروينا في سنن أبي داود والترمذي عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفرت ذنوبه وإن كان قد فر من الزحف ) . قال الحاكم هذا حديث صحيح . ( وقال صلى الله عليه وسلم : ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة ) المراد التكثير لا التحديد رواه أبو داود والترمذي عن عتيق أبي بكر عن سيدنا أبي بكر الصديق . والمعنى من أتبع الذنب بالاستغفار فليس بمصر عليه ، وإن تكرر منه ( وقال صلى الله عليه وسلم : من استغفر بعد الذنوب غفر الله له فهو ) أي الاستغفار ( لها ) أي الذنوب ( كفارة ) وقال النووي في الأذكار : روينا في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم ) انتهى . ( وقال صلى الله عليه وسلم : إذا كثر على أحدكم الذنوب فليطلب المغفرة بالاستغفار ) وفي لفظ من نسخ هذا الكتاب إذا كثرت ذنوب أحدكم فليدع بالاستغفار ( وقال صلى الله عليه وسلم : إذا كثرت ذنوب أحدكم فليستغفر الله ) وقالت عائشة رضي الله عنها قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار ) ، وكان صلى الله عليه وسلم يقول في الاستغفار : ( اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري ، وما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطئي وعمدي ، وكل ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر ، وأنت على كل شيء قدير ) كذا في الإحياء ( وقال صلى الله عليه وسلم : الاستغفار يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب اليابس ) وقال الغزالي في الإحياء قال صلى الله عليه وسلم : ( من قال سبحانك ظلمت نفسي وعملت سوءا فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت غفر له ذنوبه ولو كانت كعدد النمل ) . وروي أن أفضل الاستغفار : اللهم أنت ربي وأنا عبدك خلقتني ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء على نفسي بذنبي فقد ظلمت نفسي ، واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي ما قدمت منها وما أخرت ، فإنه لا يغفر الذنوب جميعها إلا أنت انتهى . ( وقال صلى الله عليه وسلم : كثرة الاستغفار تجلب الرزق ) وقد قال تعالى : { استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا } [ نوح : 01 ، 11 ، 21 ] وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا صليتم الصبح فأكثروا من الاستغفار ) فقلنا : يا رسول الله علمنا شيئا نستغفر الله تعالى به . فقال : ( قولوا اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك من كل ذنب علمناه أو لم نعلمه في ليل أو نهار فمن واظب عليه فتح الله له بابا من الرزق ، وغلق عنه بابا من أبواب الفقر ) كذا في رياض الصالحين ( وقال صلى الله عليه وسلم : أكثروا من الاستغفار ) أي المقرون بالتوبة الصحيحة ( فمن أكثر منه ) أي الاستغفار ( جعل الله له من كل غم وهم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ) أي من وجه لا يخطر بباله ، وفي رواية لأحمد عن ابن عباس من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ورزقه الله من حيث لا يحتسب . وقال النووي في الأذكار وروينا في سنن أبي داود وابن ماجه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ، ومن كل هم فرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب ) وفي رواية أحمد عن عائشة : إذا كثرت ذنوب العبد فلم يكن له من العمل ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه به ، وهو حديث حسن . وفي رواية بالهم ، أي إذا كثرة ذنوب الإنسان المسلم ، فلم يكن له من العمل الصالح ما يكفرها لفقده أو لقلته ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه ، فغالب ما يحصل من الهموم والغموم من التقصير في الطاعة . |
1 ( الباب الحادي والعشرون في فضيلة ذكر الله تعالى ) 1
قال الله تعالى : { فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون } [ البقرة
مخ ۴۲