: 251 ] اختلف العلماء في ذلك فقال ابن عباس : اذكروني بطاعتي أذكركم بمعونتي . وقال سعيد بن جبير : اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي . وقال فضيل بن عياض : فاذكروني بطاعتي أذكركم بثوابي . وقال ابن كيسان : فاذكروني بالشكر أذكركم بالزيادة . وقيل : اذكروني بالتوحيد والإيمان أذكركم بالدرجات والجنان ، وقيل : اذكروني على ظهر الأرض أذكركم في باطنها إذا نسيكم أهلها ، وقل : اذكروني في الدنيا أذكركم في الآخرة ، وقيل : اذكروني بالطاعات أذكركم بالمعافاة . وقيل : اذكروني بالخلاء والملاء أذكركم بالخلاء والملاء . وقيل : اذكروني في النعمة والرخاء أذكركم في الشدة والبلاء ، وقيل : اذكروني بالتسليم والتفويض أذكركم بأصلح الاختيار . وقيل : اذكروني بالشوق والمحبة أذكركم بالوصل والقربة . وقيل : اذكروني بالمجد والثناء أذكركم بالعطاء والجزاء . وقيل : اذكروني بالتوبة أذكركم بغفران الحوبة ، اذكروني بالدعاء أذكركم بالعطاء ، اذكروني بالسؤال أذكركم بالنوال ، اذكروني بلا غفلة أذكركم بلا مهلة ، اذكروني بالندم أذكركم بالكرم ، اذكروني بالمعذرة أذكركم بالمغفرة ، اذكروني بالإرادة أذكركم بالإفادة ، اذكروني بالتنصل أذكركم بالتفضل ، اذكروني بالإخلاص أذكركم بالخلاص ، اذكروني بالقلوب أذكركم بكشف الكروب ، اذكروني بلا نسيان أذكركم بالإيمان ، اذكروني بالافتقار أذكركم بالاقتدار ، اذكروني بالاعتذار والاستغفار أذكركم بالرحمة والاغتفار ، اذكروني بالإيمان أذكركم بالجنان ، اذكروني بالإسلام أذكركم بالإكرام ، اذكروني بالقلب أذكركم بكشف الحجب ، اذكروني ذكرا فانيا أذكركم ذكرا باقيا ، اذكروني بالابتهال أذكركم بالإفضال ، اذكروني بالتذلل أذكركم بمغفرة الزلل ، اذكروني بالاعتراف أذكركم بمحو الاقتراف ، اذكروني بصفاء السر أذكركم بخالص البر ، اذكروني بالصدق أذكركم بالرفق ، اذكروني بالصفو أذكركم بالعفو ، اذكروني بالتعظيم أذكركم بالتكريم ، اذكروني بالتكبير أذكركم بالنجاة من السعير ، اذكروني بترك الجفاء أذكركم بحفظ الوفاء ، اذكروني بترك الخطأ أذكركم بأنواع العطاء ، اذكروني بالجهد في الخدمة أذكركم بإتمام النعمة ، اذكروني من حيث أنتم أذكركم من حيث أنا { ولذكر الله أكبر } [ العنكبوت : 54 ] أفاد ذلك الشيخ عبد القادر ( قال رسول الله : ذكر الله علم الإيمان ) أي لواؤه ( وبراءة من النفاق ) لدلالة حال الذاكر على أنه إنما ذكر الله إيمانا بالله وتصديقا به ( وحصن من الشيطان وحرز ) أي احتراس ( من النيران ) وقيل إذا تمكن الذكر من القلب فإذا دنا منه الشيطان صرع كما يصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان فيقولون : ما لهذا ؟ فيقال : قد مسه الإنس كذا أفاد سيدي الشيخ عبد القادر ( وقال صلى الله عليه وسلم : أفضل الذكر الخفي ) وقيل الذكر الخفي لا يرفعه الملك ، لأنه لا اطلاع له عليه فهو سر بين العبد وبين الله تعالى . كذا ذكره الشيخ عبد القادر ، وفي حديث البيهقي عن عائشة : الذكر الذي لا تسمعه الحفظة يزيد على الذكر الذي تسمعه الحفظة سبعين ضعفا . قال المناوي : قيل أراد بذلك الذكر التدبر والتفكر في مصنوعات الله وآلائه والمتبادر إرادة الذكر القلبي اه . | وقال العلقمي : لعل المراد به التدبر والتفكر في مصنوعات الله تعالى ، وفي استباط الأحكام الشرعية ، وتصور المسائل الفقهية التي يجريها الشخص على قلبه ، ويتفكر فيها ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : ( الذي لا تسمعه الحفظة أي الموكلون بكتابة الأعمال ولم يقل الذي لا تعلمه ) . وسبب الزيادة في ذلك أنه في غالب مسائله نفع متعد وزيادة إيمان وإخلاص اه . ( وقال صلى الله عليه وسلم : أشد الأعمال ) أي أصعبها وأثقلها ( ثلاث ذكر الله تعالى على كل حال ) أي في كل زمان ومكان ( ومواساة الأخ ) أي معاونته ( من مالك وإنصاف الفقير البائس من نفسك ) أي اجعل نفسك خادما للمحتاج الذي أصابه بؤس أي شدة ( وقال صلى الله عليه وسلم : علامة حب الله حب ذكر الله وعلامة بغض الله بغض ذكر الله عز وجل ) رواه البيهقي عن أنس بن مالك قال المناوي علامة حب الله لعبده حب عبده لذكره ، لأنه إذا أحب عبدا ذكره وإذا ذكره حبب إليه ذكره وعكسه ( وقال صلى الله عليه وسلم : حكاية عن الله تعالى أنا مع عبدي ) أي بعلمي ( إذا ذكرني ) وفي رواية ما ذكرني ( وتحركت بي شفتاه ) قال ابن حجر العسقلاني في بلوغ المرام أخرجه ابن ماجه وصححه ابن حبان ، وذكره البخاري تعليقا والمعلق ما حذف من أول إسناده قال الحكيم : هذا وما أشبهه من الأحاديث في ذكر عن يقظة لا عن غفلة ، لأن ذلك هو حقيقة الذكر ، فيكون بحيث لا يبقى عليه مع ذكره في ذلك الوقت ذكر نفسه ، ولا ذكر مخلوق فذلك الذكر هو الصافي ، لأنه قلب واحد فإذا شغل بشيء ذهل عما سواه ، وهذا موجود في المخلوقات لو أن رجلا دخل على ملك في الدنيا لأخذه من هيبته ما لا يذكر في ذلك الوقت غيره ، فكيف بملك الملوك ( وقال صلى الله عليه وسلم : ذكر الله تعالى بالغداة والعشي أفضل من ضرب ; لسيوف في سبيل الله ) وفي الإحياء قال صلى الله عليه وسلم : ( لذكر الله عز وجل بالغداة و ; لعشي أفضل من حطم السيوف في سبيل الله ومن إعطاء ; لمال سحا ( وقال صلى الله عليه وسلم : أفضل الذكر لا إله إلا الله ) وفي رواية الديلمي عن أنس ذكر الله شفاء القلوب ، أي من أمراضها ، أي هو دواء لها مما يلحقها من ظلمة الذنوب والغفلة ( وقال صلى الله عليه وسلم : اذكروا الله ذكرا خاملا ) بخاء معجمة ثم باللام ، أي منخفضا ( قيل ) أي قال بعض الصحب ( وما الذكر الخامل ) يا رسول الله ( قال : الذكر الخفي ) رواه عبد الله بن المبارك عن ضمرة بن حبيب ، أي فهو أفضل من الذكر جهرة لسلامته من نحو رياء ، وهذا عند جمع من الصوفية في غير ابتداء السلوك ، أما في الابتداء فالذكر الجهري أنفع ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر كل إنسان بما هو الأصلح الأنفع له ( وقال صلى الله عليه وسلم : أفضل العباد درجة عند الله يوم القيامة الذاكرون الله كثيرا ) أي والذاكرات ، ولم يذكرهن مع إرادتهن تغليبا للمذكر على المؤنث رواه أحمد والترمذي عن أبي سعيد الخدري بإسناد صحيح ، واختلف في الذاكرين الله كثيرا فقال الإمام أبو الحسن الواحدي قال ابن عباس : المراد يذكرون الله في أدبار الصلوات غدوا وعشيا ، وفي المضاجع وكلما استيقظ من نومه ، وكلما غدا وراح من منزله ذكر الله تعالى . وقال مجاهد : لا يكون من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله تعالى قائما وقاعدا ومضطجعا . وقال عطاء : من صلى الصلوات الخمس بحقوقها ، فهو داخل في قوله تعالى : { والذاكرين الله كثيرا } [ الأحزاب : 53 ] فقال : إذا واظب على الأذكار المأثورة المثبتة صباحا ومساء ، وفي الأوقات والأحوال المختلفة ليلا ونهارا ، وهي مثبتة في عمل اليوم والليلة كان من الذاكرين الله كثيرا ، كذا في السراج المنير للعزيزي . ( وقال صلى الله عليه وسلم : خير الذكر الذكر الخفي ) وفي رواية المخفي بالميم ، أي ما أخفاه الذاكر عن الناس فهو أفضل من الجهر ، وفي أحاديث أخر ما يفيد أن الجهر أفضل ، وجمع بأن الإخفاء أفضل حيث خاف الرياء أو تأذى به نحو مصل والجهر أفضل حيث أمن من ذلك ( وخير العبادة أخفها وخير الرزق ما يكفي ) أي ما كان يقدر الكفاية رواه أحمد وابن حبان والبيهقي عن سعد بن مالك وابن أبي وقاص بإسناد صحيح . |
1 ( الباب الثاني والعشرون في فضيلة التسبيح ) 1
وعن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من
مخ ۴۴