قال الشافعي -رحمة الله-: من قال مطرنا بنوء كذا وهو يريد أن النوء نزل بالماء فهو كافر حلال دمه إن لم يتب.
وقال في الروضة: إن اعتقد أن النوء هو الممطر الفاعل حقيقة كفر وصار مرتدًا.
وهو معنى كلام الشافعي وكذا قال ابن عبد البر، ثم قال: وإن اعتقد أن النوء ينزل الله به الماء [وأنه سبب الماء] على ما قدره [الله] وسبق في عمله فهذا. وإن كان وجهًا مباحًا فإن فيه أيضًا كفرًا بنعمة الله تعالى وجهلًا بلطف حكمته.
ومنها تصوير ما في مثله روح في الثياب والحيطان ونحو ذلك:
لما في الصحيحين أن رجلًا جاء إلى ابن عباس فقال: إني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها فقال له ادن مني فدنا ثم قال: ادن مني فدنا حتى وضع يده على رأسه أنبئك بما سمعت من رسول الله ﷺ، سمعت رسول الله ﷺ يقول: «كل مصورٍ في النار يجعل الله له بكل صورة صورها نفسًا فيعذبه في جهنم».
قال ابن عباس: فإن كنت لا بد فاعلًا فاصنع الشجر وما لا نفس له.
وفيهما عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون».
وروى الترمذي وصححه عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان يبصر بهما وأذنان