تنبه الأديب على ما في شعر أبي الطيب من الحسن والمعيب

باکثير الحضرمي d. 975 AH
155

تنبه الأديب على ما في شعر أبي الطيب من الحسن والمعيب

تنبه الأديب على ما في شعر أبي الطيب من الحسن والمعيب

ژانرونه

إلى سيد لو بشر الله أمة...بغير نبي بشرتنا به الرسل قال بعضهم: فيه سوء أدب ومبالغة، ولولا لفظ: (لو) لأفضت إلى محذور، وفيما قاله مشاححة. (لكن

البيت لا يخلو من شيء).

ومن عيوبها قوله:

إذا عذلوا فيها أجبت بأنة...حبيبتا قلبا فؤادا هيا جمل

قال بعضهم: في فهم هذا البيت عسر وصعوبة، وعدم دلالة على المراد وكأن قائل هذا لم يحسن

العربية، وإلا لو أحسنها لما صعب عليه فهمه.

والمعنى: إذا لاموني فيها، وفي حبها، أجبت بأنة - والأنة: مأخوذة من الأنين -، ثم قلت: حبيبتي

قلبي فؤادي يا جمل!!. والحبيبة:، تصغر الحبيبة، وأصل حبيبتا - في البيت -: يا حبيبتي ثم

صغرها للتقريب من قلبه، ثم أبدل الياء من حبيبتي ألفا في النداء بعد حرف النداء، فصار (حبيبتا)،

فالألف فيها وفي (قلبا) و(فؤادا) أبدل عن ياء الإضافة؛ لأن (قلبا وفؤادا) بدل من (حبيبتنا). وكلها

في موضع نصب؛ لأنها نداء مضاف، أراد: يا حبيبتي، يا فؤادي، يا جمل، وأبدل - كلا مما قلبه بدل

كل من كل، فجعل القلب والفؤاد هما الحبيبة، كما يقال: أخي، سيدي، مولاي، يا فلان!!.

مخ ۱۵۵