قيل: إن أويسًا القَرَني١ قال لهَرم بن حَيّان٢: "سَلِ الله أن يُصلح قلبك ونِيَّتَك، فإنّي ما عالجتُ شيئًا عليَ أشد من صلاح قلبي ونِيَّتي"٣.
وفي مُسْلم٤ عن ابن مسعود قال، قال رسول الله ﷺ: "ما بعث الله من نَبيٍّ إلا كان له من أُمَّتِه حواريون، وأنصار يستَنُّونَ بسُنَّتِه، ويَتَّبعون هديَه، ثم يَخْلُف من بعدهم خُلُوفٌ٥ يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، من جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن٦، ليس وراء ذلك من الإيمان حَبَّة خردل".
_________
١ وهو: سيد التابعين في زمانه أبو عمر أويس بن عامر بن جزء بن مالك القرني المرادي اليماني، أسلم زمن النبي ﷺ، ولكن منعه من القدوم عليه برّه بأمه.
ترجم له ابن حجر في الإصابة: ١/١٨٧رقم ٤٩٧، شهد صفين مع علي وقاتل حتى قُتل، وانظر ترجمته أيضا لدى الذهبي في السير: ٤/١٩، وابن سعد: الطبقات ٦/١٦١، وأبي نعيم: الحلية ٢/٧٩.
٢ وهو: هَرِمُ بن حيَّان العَبْدي، ويقال: الأزدي البصري، أحد العابدين، قَدِمَ دمشق في طلب أويس القرني، ترجم له ابن حجر في الإصابة: ١٠/٢٤٠رقم ٨٩٤٧، وهو فيه "ابن حبَّان" بالباء. وانظر ترجمته أيضا لدى: الذهبي: السير ٤/٤٨، وابن سعد: الطبقات ٧/١٣١، وأبي نعيم: الحلية ٢/١١٩.
٣ لم أقف عليه.
٤ كتاب الإيمان، باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان: ١/٦٩ح٨٠ وفيه زيادة: "ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن" قبل قوله: "ليس وراء ذلك. . .".
حم: ١/٤٥٨-٤٦١، إلى قوله:"ويفعلون ما لا يؤمرون".
٥ خُلُوفُ: جمع خَلْف بتسكين اللام، وهو كل من يجيء بعد من مضى، إلا أنه بالتسكين في الشَّرِ، ويأتي بتحريك اللام في الخير.
انظر: ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث: ٢/٦٥-٦٦.
٦ في الأصل (فهو من) .
1 / 110