وفي البخاريّ١ حديث: "من عَمِل عملًا ليس عليه أَمرُنا فهو رَدّ" ولو كانت البدعة مُستَحَبَّةً لكانت مَقبولة.
وقد أَمَرَ بأشياء لم تكن على عهده صل
ى الله عليه وسلم، أو لم تُعمل لعدم الحاجة إليها، أو لانتفاء شرط الفعل، ووجود مانعه، مثل: قتال أهل الرِّدةِ٢، وقتال المجوس٣، والتُّرْك٤، وياج٥، والخوارج٦، وكأمره بإطاعة أمراء الجور،
_________
١ كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردودْ: ٥/ ٣٠١ ح٢٦٩٧ من حديث عائشة ﵂ بلفظ: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ " وعلقه بلفظ المؤلف في كتاب: الاعتصام بالسنة، باب إذا اجتهد العامل أو الحاكم: ١٣/٣١٧.
وأخرجه مسلم: في كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور:٣/١٣٤٣ح ١٧١٨ من حديث عائشة ﵂.
٢ وقد قاتل الخليفة الراشد أبو بكر الصديق ﵁ طوائف المرتدين بعد وفاة النبي ﷺ وقال كلمته المشهورة في ذلك: "والله لأقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة ... " خ: كتاب استتابة المرتدين، باب قتل من أبى قبول الفرائض، ١٢/٢٧٥ح ٦٩٢٥.
٣ جاء من حديث أبي هريرة ﵁ قوله ﷺ: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا وكرمان من الأعاجم ... "، خ: كتاب المناقب، باب علامات الساعة، ٦/ ٦٠٤ ح٣٥٩٠.
٤ أخبر النبي ﷺ بذلك كما في حديث أبيِ هريرة ﵁: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر، وحتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه دلف الأنوف كأن وجوههم المجّان المطرقة" خ: كتاب المناقب، باب: علامات النبوة ٦/ ٦٠٤ح ٣٥٨٧.
٥ أي يأجوج ومأجوج، وهم قوم من ولد آدم يخرجون آخر الزمان، في زمنِ عيسى ﵇، كما جاء في حديث النواس بن سمعان ﵁: "إذ أوحى الله إلى عيسى أَنى قد أخرجت عبادًا لي لا يدان لأحد بقتالهم فَحرِّز عبادي إلى الطور، ويبعث الله ياجوج وماجوج وهم من كل حدب ينسلون.. فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة.." م: كتاب أشراط الساعة، باب ذكر الدجال ١٨/٦٨-٦٩بشرح النووي.
٦ كما جاء في حديث علي ﵁ سمعت رسول الله ﷺ يقول:"سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة". خ: كتاب استتابة المرتدين، باب قتل الخوارج والملحدين ١٢/٢٨٣ح٦٩٣٠ وقد قاتلهم علي ﵁.
1 / 111