ما أحياه عمر بن عبد العزيز١، والحسن٢، وأيوب٣، والأوزاعي٤، لم يفقه. وإن كان الكُلُّ في اللغة قد ابتدعوا وشرعوا. بل كًلّ نبيٍّ له شِرْعَة ومنهاج بإذن ربه، وإنَما ذمَّ الله مَنْ شرع دينًا لم يأذن به الله.
[المراد بقول عمر: نعمت البدعة]
ومن ذلك قول عمر: "نِعْمت البدعة"٥؛ لأنها بدعة في اللغة لا في العُرف الشَّرعي.
ومن بدعة اللًّغة: جَمْعُ المصحف، وشَرَح الله لذلك صدرَ عمر، وزيد٦، وأبي بكر، ثم عثمان.
[المراد بقوله ﷺ: "كل بدعة ضلالة"]
فقوله: "كُلًّ بدعة ضلالة" ليس المراد كل ما سمي في اللغة بدعة، ويوضحه قوله: "وشَر الأمور محدثاتُها" ٧ فكلاهما في العرف صار لما يذَمّ.
_________
١ تقدم ص (١٠٦) .
٢ تقدم ص (٩٩) .
٣وهو: أبو بكر أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني البصري (٨٦-١٣١ هـ)، أحد الأعلام، قال فيه حماد بن زيد: "هو أفضل من جالست، وأشدهم اتباعًا للسنة". الذهبي: التذكرة ١/١٣٠، والسير ٦/١٥، وابن سعد: الطبقات ٧/٢٤٦.
٤ وهو: عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (٨٨-١٥٧هـ)، كان ثقة مأمونا، صدوقًا فاضلًا خيرًا، كثير الحديث والعلم والفقه، حجة. ابن سعد: الطبقات ٧/٤٨٨.
٥ تقدم، انظر: ص ٩٩.
٦هو الصحابي الجليل زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري، كان من علماء الصحابة، وكتّاب الوحي، وهو الذي جمع القرآن في عهد أبي بكر ﵄. مات سنة ٤٥هـ في قول الأكثرين. ابن حجر: الإصابة ٢/٤١.
٧ تقدم، انظر: ص (٩٤) .
1 / 108