قال: والتشبيه والمحاكاة هى مدائح الأشياء التى فى غاية الفضيلة. فكما أن المصور الحاذق يصور الشىء بحسب ما هو عليه فى الوجود، حتى إنهم قد يصورون الغضاب والكسالى، مع أنها صفات نفسانية، كذلك يجب أن يكون الشاعر فى محاكاته يصور كل شىء ٮحسب ما هو عليه حتى يحاكى الأخلاق وأحوال النفس. وذكر مثال ذلك فى شعر لأوميروش قاله فى صفة قضية عرضت لرجل.
ومن هذا النحو من التخييل — أعنى الذى يحاكى حال النفس — قول أبى الطيب يصف رسول الروم الواصل إلى سيف الدولة:
قال: ويجب على الشاعر أن يلزم فى تخيلاته ومحاكياته الأشياء التى جرت العادة باستعمالها فى التشبيه، وألا يتعدى فى ذلك طريقة الشعر.
قال: وأنواع الاستدلالات التى تجرى هذا المجرى، أعنى المحاكاة الجارية مجرى الجودة على الطريق الصناعى، أنواع كثيرة: فمنها أن تكون المحاكاة لأشياء محسوسة بأشياء محسوسة من شأنها أن توقع الشك لمن ينظر إليها وتوهم أنها هى لاشتراكها فى أحوال محسوسة — وذلك مثل تسميتهم لبعض صور الكواكب «سرطانا» ولبعضها «ممسك الحربة» لأنها من جهة الشكل يمكن أن يتوهم متوهم أنها هى هى.
مخ ۲۲۲