============================================================
الفن الأول وإن كان غيره فلزيادة التمكين نحو: قل هو الله أحد الله الصمد (الاخلاص:2-1)، ونظيره من غيره: وبالحق أنزلناه وبالحق نزل} (الاسراء:*10)، أو إدخال الروع في ضمير السامع وتربية المهابة، أو تقوية داعي المأمور، ومثاهما: قول الخلفاء: "أمير المؤمنين يأمرك بكذا1، وعليه من غيره: {فإذا عزمت فتوكل على الله}، أو الاستعطاف كقوله: الهي عبدك العاصي أتاكا السكاكي: هذا غير مختص بالمسند إليه ولا هذا القدر، بل كل من التكلم والخطاب والغيبة مطلقا ينقل إلى الآخر، ويسمى هذا النقل عند علماء المعاني التفاتا، كقوله: تطاول ليلك بالألمد. والمشهور أن الالتفات هو التعبير عن معنى بطريق من الطرق الثلائة بعد التعبير عنه بآخرمنها، وهذا أخص منه. مثال الالتفات من التكلم إلى الخطاب: وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه توجعون} (بس:22)، وإلى الغيبة: إنا أعطيناك الكؤثر فصل لربك وانحر (الكوثر:2-1).
الومن الخطاب إلى التكلم: طحا بك قلب في الحسان طروب بعيد الشباب عصر حان مشيب الله الصمد: لم يقل: "هو الصمد1؛ لزيادة التمكن. ونظيره: أي: نظير قل هو الله أحد... (الاعلاص:1): وبالحق: حيث لم يقل: وبه نزل. ومشاهما: أي مثال إدخال الروع مع التربية والتقوية. وعليه: أي وضع المظهر موضع المضمر؛ لتقوية داعي المأمور من غير باب المسند إليه: فإذا عزمت فتوكل على الله) (آل عمران: 159) حيث لم يقل: على1؛ لما في لفظ "الله من تقوية الداعي إلى التوكل عليه؛ لدلالته على ذات موصوفة بصفات كاملة من القدرة وغيرها.
عبدك العاصي: حيث قال: "عبدك1، ولم يقل: "أنا العاصي1، لما في لفظ "عبدك" من التخضع واستحقاق الرحمة وترقب الشفقة. ليلك: التفت من الحكاية إلى الخطاب؛ لأن الواجب أن يقول: ليلى؛ لأن إمرؤ القيس يصف طول ليلته لا ليل مخاطبة بقرينة البيت الثالث: وذلك من نبأ جاءني
مخ ۳۲