============================================================
الفن الأول علم المعابي ترجيح التاكيد على التاسيس؛ لأن الموجبة المهملة المعدولة المحمول في قوة السالبة الجزئية المستلزمة نفي الحكم عن الجملة دون كل فرد، والسالبة المهملة في قوة السالبة الكلية المقتضية للنفي عن كل فرد؛ لورود موضوعها في سياق النفي. وفيه نظر؛ لأن النفي عن الجملة في الصورة الأولى، وعن كل فرد في الثانية إنما أفاده الإسناد إلى ما أضيف إليه "كل1، وقد زال ذلك الإسناد، فيكون تأسيسا لا تأكيدا، ولأن الثانية إذا أفادت النفي عن كل فرد، فقد أفادت النفي عن الجملة، فإذا حملت "كل1 على الثابي لا تكون تأسيسا، ولأن النكرة المنفية إذا عمت، كان قولنا: 1 لم يقم إنسان" سالبة كلية لا مهملة. وقال عبد القاهر: إن كانت "كل1 داخلة في حيز.....
ترجيح التاكيد: وهو أن يكون لفظ "كل(1 لتقرير المعنى الحاصل قبله. على التأسيس: وهو أن يكون لفظ "كل" لإفادة معنى حديد. لأن الموجبة: الحاصل: أن التقدم بدون "كل لسلب العموم نحو: إنسان لم يقم، والتأخير لعموم السلب نحو: لم يقم إنسان، فبعد دخول "كل" يجب أن يعكس"كل" للتأسيس الراجح لا للتاكيد المرجوح.
في قوة إلخ: عند وجحود الموضوع، وإلا فالسالبة الجزئية اعم منها؛ لصدقها عند انتفاء الموضوع السالبة الكلية: أي لا شيء من الإنسان بقائم. في الصورة الأولى: يعني الموجبة المهملة المعدولة المحمول، نحو: انسان لم يقم. كل فرد في الثانية: يعني السالية المهملة نحو: لم يقم إنسان. تأسيسا: لأن التاكيد لفظ يفيد تقوية ما يفيده لفظ آخر، وهذا أي "كل" ليس كذلك؛ لأن هذا المعنى حينئد إنما أفاده الإسناد إلى لفظ "كل( لا شيء آخر كالانسان مثلا، حتى تكون 1كل(1 تاكيدا له، وحاصل هذا الكلام: أنا لا نسلم أنه لو حمل الكلام بعد 0كل ( على المعنى الذي حمل عليه قبل "كل، كان "كل للتأكيد، ولا يخفى أن هذا المنع إنما يصح على تقدير أن يراد التاكيد الاصطلاحي، أما لو أريد بذلك أن تكون "كل" لإفادة معى حاصلا بدونه، فاندفاع المنع ظاهر، وحينئذ يتوحه ما أشار إليه بقوله: "ولأن الثانية إلخ".
لأن الثانية: أي الصورة الثانية: وهي لم يقم إنسان(. على الشابي: أي على إفادة النفي عن جملة الأفراد، حتى يكون معنى لم يقم كل إنسان" نفي القيام عن الجملة لا عن كل فرد. لا تكون تأسيسا: لأن النفي عن الجملة كان حاصلا بدون لفظ "كل1، وحييذ فلو جعلنا 1لم يقم كل إنسان لعموم السلب مثل: ل1م يقم إنسان(1، لم يلزم ترجيح التاكيد على التأسيس؛ إذ لا تأسيس أصلا، بل إنما يلزم ترحيح أحد التاكيدين على الآنحر.
لا مهملة: وهو قال السالبة المهملة.
مخ ۲۹