============================================================
الفن الأول علم المعاني فلتفصيل المسند إليه مع اختصار نحو: جاعني زيد وعمرو، أو المسند كذلك نحو: جاعيي زيد فعمرو، أو ثم عمرو، أو حاعي القوم حتى خالد، أو رد السامع إلى الصواب نحو: جاعن زيد لا عمرو، أو صرف الحكم إلى آخر نحو: جاعيي زيد بل عمرو، وما جاعني زيد بل عمرو، أو الشك أو التشكيك نحو: جاعني زيد أو عمرو. وأما فصله فلتخصيصه بالمسند. وأما تقديمه فلكون ذكره أهم، إما لأنه الأصل، ولا مقتضي للعدول عنه، وإما ليتمكن الخبر في ذهن السامع؛ لأن في المبتدأ تشويقا إليه كقوله: والذي حارت البرية فيه حيوان مستحدث من جماد وإما لتعجحيل المسرة أو المساءة؛ للتفاؤل أو التطير نحو: سعد في دارك، والسفاح في دار صديقك، وإما لايهام أنه لا يزول عن الخاطر أو أنه يستلذ به، وإما لنحو ذلك.
قال عبد القاهر: وقد يقدم ليفيد تخصيصه بالخبر الفعلي إن ولي حرف النفي، نحو: مع احتصار: واحترز بقوله: امع اختصار" عن نحو: جاعني زيد وجاعني عمرو؛ فإن فيه تفصيلا للمسند إليه، مع أنه ليس من عطف المسند إليه، بل من عطف الجملة على الجملة، والمقصود هو الأول. جاعي زيد إخ: لمن اعتقد أن عمرا جاعك دون زيد، أو إهما جاءاك جميعا.
او التشكيك: أى إيقاع المتكلم السامع في الشك. أما فصله: أي تعقيب المسند إليه بضمير الفصل.
فلتخصيصه بالمسند: آي لقصر المسند على المسند إليه؛ لأن معنى قولنا: "زيد هو القائم": أن القيام مقصور على زيد لا يتحاوز إلى عمرو. ولا مقتضى: إنما قال ذلك؛ لأنه حيئذ يعدل عن الأصل للمقتضي، كما إذا كان الخبر استفهاما نحو: آين زيد؟.
والذي حارت إلخ: يعني تحيرت الخلائق في المعاد الجسماني، فبعضهم يقول بالمعاد وبعضهم لا يقول به، فالمراد بالحيوان المستحدث من حماد المعاد الجسماني. أو التطير: هذا علة لتعجيل المساعة. صديقك: هذا علة لتعحيل المسرة. وإما لإيهام: أي لإيهام المتكلم السامع أن المسند إليه لا يزول عن خاطر المتكلم؛ لكونه مطلوبا، أو أن المتكلم يستلذ بالمسند إليه؛ لكونه مطلوبا أو محبوبا، نحو: أ ليلاي منكن أم ليلى من البشر لنحو ذلك: مثل إظهار تعظيمه أو تحقيره. بالخبر الفعلي: أي قصر الخبر الفعلي عليه.
حرف النفي: أي وقع المسند إليه بعدها بلا فصل.
مخ ۲۵