============================================================
الفن الأول علم المعاي ما أنا قلت هذا، أي لم أقله، مع آنه مقول لغيري، ولهذا لم يصح "ما أنا قلت هذا ولا غيري"، ولا "ما أنا رأيت أحدا1، ولا "ما أنا ضربت إلا زيدا1، وإلا فقد يأتي للتخصيص ردا على من زعم انفراد غيره به، أو مشاركته فيه، نحو: آنا سعيت في حاحتك، ويؤكد على الأول بنحو "لا غيري"، وعلى الثاني بنحو اوحدي". وقد يأتي لعقوية الحكم نحو: "هو يعطي الجزيل1، وكذا إذا كان الفعل منفيا، نحو: "أنت لا تكذب1؛ فإنه أشد لنفي الكذب من "لا تكذب1)، وكذا من "لا تكذب أنت"؛ لأنه لتأكيد المحكوم عليه لا الحكم، وإن بني الفعل على منكر، أفاد تخصيص الجنس أو الواحد به نحو: ارجل جاعي1، أى لا امرأة، أو رجلان. ووافقه السكاكي على ذلك إلا أنه قال: التقدم يفيد الاختصاص إن جاز تقدير كونه في الأصل مؤخرا..0 مع أنه إلخ: فأفاد التقلم نفى الفعل عنك وثبوته لغيرك، ولهذا أي ولأجل أن التقلم يفيد التخصيص لم يصح نحو: "ما أنا قلت إلخ" إذا أريد به التخصيص الحقيقى؛ لأنه يناقض قوله: "ولا غيري1 مفهوم قوله: ما أنا قلت(1؛ لأنه يفيد أنه مقول غيره. ولا ما أنا إلخ: أي لا يصح هذا المثال أيضاء بناء على ما يتبادر منه، وهو الاستغراق الحقيقي ناظرا إلى النكرة الواقعة، أي أحدا في سياق النفى.
ولا ما أنا ضربت إلخ: أي لا يصح هذا المثال أيضا؛ لأنه يقتضي أن يكون إنسان غيرك قد ضرب كل أحد سوى زيد؛ لأن المسثن منه مقدر عام، وكل ما تفيته عن المتكلم على وحه الحصر يجب ثبوته لغيره؛ تحقيقا لعنى الحصر، إن عاما فعام، وإن خاصا فخاص وإلا: آى وإن لم يل المسند إليه حرف النفي متقدما.
أو مشاركته: مثل لا زيد ولا عمرو؛ لإزالة شبهة أن الفعل صدر عن الغير. أنا سعيت إلخ: هذا مثال لمن زعم انفراد الغير بالسعي، أو زعم مشاركته لك في السعى. لتقوية الحكم: أي لتقويته وتقريره في ذهن السامع.
وكذا إذا كان الفعل إلخ: أي فقد يأتي التقدمم للتحصيص، وقد يأني للتقوي في حالة النفى أيضا، والمثال الآتي يصلح مثالا هما معا. أنت لا تكذب: هو لتقوي حكم المنع وتقريره. فإنه أشد لنفي الكذب: لما فيه تكرار الاسناد. تخصيص الجنس: وذلك لأن اسم الجنس حامل لمعنيين: الجنسية والعدد المعين، فأصل النكرة المفردة أن يكون لواحد من الجنس، فقد يقصد به الجنس فقط، وقد يقصد به الواحد فقط. على ذلك: أي على آن التقلعم يفيد التخصيص، لكن خالفه في شرائط وتفاصيل.
مخ ۲۶