فصل:[الحسد]
والحسد محرم شرعا إجماعا، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : (الحسد يأكل الحسنات، كما تأكل النار الحطب) الخبر ونحوه، وهو كراهة وصول النعم أو بقائها للغير، لا لوجه موجب من عداوة أو نحوها، ويجري مجرى الحسد على النعم الحسد على حسن الثناء ورفع الشأن.
فرع : فتجب مدافعته بتذكر قول الحكماء (الحسود غضبان على من لا ذنب له) ولا بأس أن يسأل الله أن يفعل له كما فعل للمحسود، لا تمني كونه له لقوله تعالى:?ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض?[النساء:32] ?واسألوا الله من فضله? [النساء:32]، ومحبة ذلك تسمى الغيرة، وقد ورد (الغيرة من الإيمان).
فرع: ويكون بالقلب كما ذكرنا، وبالقول كالوضع من المحسود بإنكار ما ينسب إليه من المكارم والتنبيه على عثراته المغفول عنها، لا لقصد التحذير بل لحط مرتبته التي حسده عليها، ومنه تكلف الطعن على عبارات المحسود من العلماء في مصنفاته مع احتمال التأويل، وتقبيح صناعاته فيها لا لقصد التنبيه، ومنه ترك التعريف بما يعرفه الحاسد من محاسن المحسود، أو إيراد الملغزات عليه، ليظهر غلطه فيها وعليه الخبر الذي رواه صاحب الفردوس: ((لا تقبلوا أقوال العلماء بعضهم على بعض، فإن حسدهم عدد نجوم السماء، وإن الله لا ينزع الحسد من قلوبهم حتى يدخلهم الجنة)) وهذا محمول على أنهم يتنبهون على ما صدر منهم فيتوبون أو كونه صغيرة بالنظر الى ثوابهم في الجنة، وفيه نظر.
مخ ۴۰