222

ما أخبرنا به أبو بكر المقرئ، حدثنا الطحاوي، حدثنا فهد حدثنا عبدالله(1) بن صالح، حدثني الليث بن سعد، عن خير بن نعيم، عن أبي هبيرة الشيباني، عن أبي تميم الجيشاني، عن أبي بصرة الغفاري، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلاة العصر(2)، فقال: (( إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيعوها، فمن حافظ عليها منكم، أوتي أجرها مرتين، ولا صلاة حتى يطلع الشهاب )) . وفي بعض الأخبار (( حتى يطلع الشاهد ))(3).

فإن قيل: روي إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي المغرب إذا وجبت الشمس، وروي: كنا نصلي المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا توارت بالحجاب.

قيل له: ذلك لا ينافي ما ذكرناه؛ لأنه لا يمتنع أن تكون حقيقة غروب الشمس لا تعلم إلا بطلوع النجم، وهذا أولى؛ لأنه جمع بين الأخبار كلها، وأخذ بها.

وأخبرنا أبو بكر المقرئ، حدثنا الطحاوي، حدثنا سليمان بن شعيب، حدثنا أسد، حدثنا ابن أبي ذؤيب، عن الزهري، عن حميد بن عبدالرحمن، قال: رأيت عمر وعثمان يصليان المغرب في رمضان، إذا أبصرا الليل الأسود، ثم يفطران بعده(4).

وأما ما يدل على أن آخر وقت المغرب هو أول وقت العشاء، فهو حديث جابر، وحديث أبي موسى؛ لأن جابرا قال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى العشاء في الليلة الأولى قبل غيبوبة الشفق، وذكر أبو موسى أنه صلى الله عليه وآله وسلم صلى العشاء في الليلة الأولى حين غاب الشفق، وذكر أنه صلى الله عليه وآله وسلم أخر المغرب الليلة الثانية حتى كان عند سقوط الشفق.

مخ ۲۲۲