219

[والوجه الثاني: أن في خبر ابن عباس: أن جبريل عليه السلام حين أم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى المغرب](1)، وصلى المغرب في الليلة الثانية حين أفطر الصائم كما كان صلاها في الليلة الأولى، وفي حديث جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى المغرب حين علم السائل في الليلة الثانية قبل غيبوبة الشفق، في الوقت الذي ذكر أنه صلى الله عليه وآله وسلم صلى فيه العشاء في الليلة الأولى، وكذلك في خبر أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى المغرب في الليلة الثانية عند سقوط الشفق، فعلم أن هذه الصلاة(2) أعني صلاة المغرب في الليلة الثانية من تعليم [النبي صلى الله عليه وآله وسلم للسائل غير صلاة المغرب في الليلة الثانية](3) جبريل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.

فإن استدلوا بحديث ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس، وإنما مثلكم ومثل أهل الكتابين قبلكم كمثل رجل استعمل رجلا عملا، فقال: من يعمل إلى نصف النهار بقيراط؟ فعملت اليهود، ثم قال: من يعمل إلى صلاة العصر بقيراط؟ فعملت النصارى على ذلك، ثم أنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين، فغضبت اليهود والنصارى، وقالوا: نحن أكثر أعمالا، وأقل عطاء )).

وقالوا: إنه يدل على أن وقت صلاة العصر حين يصير ظل كل شيء مثليه من وجهين:

أحدهما أنه قال: أجلكم في أجل من خلا من الأمم قبلكم، كما بين صلاة (4) العصر إلى مغرب الشمس، وإنما قصد الإخبار عن قصر المدة.

مخ ۲۱۹