139

مينرفا:

إلهة رومانية للفنون والصنائع اليدوية الحرة، وحامية العمال الحرفيين والمعلمين والفنانين والأطباء، وتقابل أثينا إلهة الحكمة عند الإغريق. حصل الشعراء وممثلو المسرح في عام 207ق.م على حق التجمع في معبدها المقام فوق أحد التلال السبعة في جنوب روما، وكانت تعبد مع جوبيتر وجونو في المعبد المقام لهم فوق أحد التلال السبعة في روما.

باندورا:

ومعناها في اليونانية هي الممنوحة والمانحة كل شيء، وكلاهما صفة كانت تطلق على آلهة الأرض باعتبارها أم العطايا والعطاء. هي في الأساطير الإغريقية أول امرأة وجدت على الأرض. أمر زيوس كبير الآلهة هيفايستوس رب الحدادة بأن يخلق باندورا؛ لكي يعاقب بها أب الثوار بروميثيوس على سرقته للنار وإفشاء سرها للبشر، كما أمر أيضا جميع الآلهة بأن يزودها بكل المفاتن والمحاسن، ثم بعث بها كشر جميل إلى البشر. وقد فتن بها إبيميثيوس شقيق بروميثيوس، وتزوجها على الرغم من تحذير أخيه بروميثيوس بألا يقبل أي هدية من زيوس. قامت بفتح الصندوق الشهير الذي ارتبط باسمها، وأطلقت على البشر جميع الشرور التي كانت حبيسة فيه باستثناء الأمل. أنجبت باندورا ابنتها ييرا زوجة دوكاليون، وهما الوحيدان اللذان بقيا أحياء على الأرض بعد الطوفان الذي أهلك البشر.

معجم العصور القديمة، تحرير يوهانيس إيرمشر وزملائه، المعهد البيلوجرافي لايبزيج، برلين 1972م.

سيرة وحوار

سيرة البعد والخروج والتخلي عن كل العروش، وحوار الثقافة عطش حقيقي للحرية والعدل (1) سيرة البعد والخروج والتخلي عن كل العروش

لو سألت البذرة عن عناصر التربة والغذاء التي دخلت في تكوينها حتى أصبحت شجرة ثم أنضجت ثمرة لقالت لك: هي آلاف العناصر بل ملايينها، فما بالك بإنسان يحيا لكي يكتب ويعيش ويتنفس، ولكي يدون على الورق تجربته مع نفسه وعصره وواقعه؟

هي إذن عملية بدأت في مهد الوعي عندما أخذ يفتح عينيه ويتعلم الفن الأول والأهم لكل كاتب يستحق هذا الاسم، وهو فن الرؤية، ولن تنتهي إلا في أحد التلاشي والانطفاء؛ أي مع اكتمال التكوين بالموت. ولما كانت رحمة الله قد شاءت أن تمد في خيط العمر الواهي المحدود، وأن تحفظه وتجدده في كل لحظة، فمن الصعب أيضا أن أتحدث عن تكوين لم يزل عرضة للنمو والذبول، والتطور والتراجع، والتفتح على مفاجآت كل جديد يهزه ويزلزله، أو الانكسار والمرارة والإحباط مع كل مؤلم وموجع يدمره ويقتلعه من جذوره. أضف إلى هذه الصعوبة أن الذي يكتب هذه الكلمات لم يكتف بالكتابة، أو بالأحرى لم تقدر له نعمة التفرغ والتفاني لها؛ إذ اقتسمت حياته، ومزقتها أيضا، مهنة تعليم الفلسفة التي اقتضتها لقمة العيش (ونعمل اليوم أكثر من أي يوم مضى، كم هي مرة وقاسية!) لأكثر من ربع قرن اكتظ بالغصص والمنغصات التي حاول أن يتجاوزها ويسيطر عليها، في محاولات أدبية وفكرية مختلفة ما زالت مستمرة. وهو يقول تعليم الفلسفة لا الفلسفة نفسها؛ إذ أصبح التعليم في جامعات لم تعد تحمل من مفهوم الجامعة ورسالتها أكثر من الاسم. عملية تعذيب هائلة وعقيمة. أما الفلسفة نفسها فبقيت هي العشق والسند، ومن حكمتها وشمولها ودقة مناهجها في التحليل والتفسير والتغيير والتنوير انعكس ما انعكس على أعماله (أو هذا على الأقل هو ما يرجوه ويتمناه).

وأخيرا تأتي آخر الصعوبات؛ فالكتابة عن التكوين تنطوي بالضرورة على الكتابة عن المسيرة أو السيرة الذاتية، مع ما في الكلام عن الذات من خطر الوقوع في مهاوي التضخم والتورم وأعراضهما التي تفشت كالأوبئة في السنوات الأخيرة بين أكثر كتابنا ومثقفينا العرب، لا سيما بعد الهزيمة التي سميناها نكسة، ومع غياب الحريات الحقيقية، وتزايد الاختلال في علاقة الأنا بالآخر. ولذلك لا بد من الاستغفار لله، وطلب العفو من القارئ عن كل حديث عن الذات تهدده على الدوام مصيبة السقوط في تلك المهاوي والأمراض، خاصة حين تدفع للدفاع عن «ذاتها» من عوامل التدمير والإحباط التي تحاصرها، ومن كوارث الانتحار الحضاري التي انخرطت فيها الذات الجماعية. ولقد لمست أطرافا من سيرتي في «بكائيات» صدرت قبل سنوات قليلة، وفي أكثر ما كتبت من قصص ومسرحيات ومقالات، بل وفي معظم ما وضعت من بحوث ونقلت من ترجمات، ينطبق عليها ما يمكن أن يوصف بأنه اعتراف طويل، ويصدق عليها ما سماه الناقد المبدع الكبير «شكري محمد عياد» في عدد قريب من أعداد هذه المجلة ب «الخلاص بالكتابة».

ناپیژندل شوی مخ