ومما قصدت رواية لعلوه فيه، كتاب عوارف المعارف تأليف الإمام شهاب الدين أبي حفص السهرودي رحمه الله تعالى سمعت أكثره بلفظه وتناولته من يده فحدثني به عن الشيخ كمال الدين عمر بن الياس المرعني سماعا عليه بجمعيه حدثه به عن الشيخ الإمام قطب الدين أبي بكر بن محمد بن أحمد القسطلاني قراءة عليه عن المؤلف شهاب الدين المذكور سماعا عليه من لفظه أيضا، أكثر رسالة الشيخ أبي القاسم القشيري ﵀ وناوليها، وحدثني بها عن الشيخ شهاب الدين أحمد أبن يحيى بن إسماعيل بن جهبل قراءة منه عليه لجميعها حدثه بها عن الشيخ شرف الدين بن هبة الله بن عساكر سماعا عليه عن الشيخ أبي محمد عبد الوهاب بن شاه الشاذا باخي سماعا، عن المؤلف المذكور وسمعت من لفظه جميع الأحاديث التي خرجها الشيخ الإمام فخر الدين أبو الحسن علي السعدي المقدسي الحنبلي، وحدثني بها عن الشيخ شهاب الدين بن أحمد بن جهبل المذكور، قراءة عليه حدثه بها عن مخرجها فخر الدين المذكور سماعا، قراءات وسمعت غير ذلك واجازني إجازة تامة وكتب لي بخطه) وأوترهم (بل أوثرهم بمسك الخاتم، وملك الكلام وخامس الأربعة الكرام، وحامل لواء البيان بين صناديد مصر وفحول الشام الشيخ الفقيه الأديب الابرع جمال الدين أبو بكر محمد بن محمد بن الحسن بن صالح بن علي بن يحيى بن طاهر بن عبد الرحيم بن نباتة المصنف صاحب الخطب الشهيرة أبرع خلق الله إذا نظم أو كتب ومن جمع الله له الأدب والحسب، ورحب في تلك الطباع، املح الانطباع وأمد الباع ان تغرل أو نسب، الذي مد أرض البلاغة ودخلها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها، يستخرج بن بحره اللؤلؤ المنظوم والمنثور فيسحر الحور ويفتن الحور ويطمع المهارق ويؤيس النحور، فرفقا يا دره النفس ومهلا يا مرجانة المسطور، غازلت الغزلان، وبدرت البدور، وعلمتنا ننبذ المباسم وننسى الثغور فنحن في روضة مدبجة نخرج من زهرة إلى زهرة، ولما ملكه الله تعالى ملاك هذه الطريقة الأدبية وقوامها وحطت لديه هذه الصناعة السنية رحلها وزمامها ومدت له في الأدب غاية كبا دونها أهل الآداب، ورفعت له في الشعر راية مشى تحتها كثيرا من الشعراء والكتاب، تنافست ملوك الشام في لقائه وتهافتت على اصطفائه وارتقائه فخولته مقاصد وقصورا ووهبته ولدانا وحورا، وأنالته نعيما وملكا كبيرا، فانضوى إليهم زمانا، وتلقى منى وأمانا فزهت في يمنيه الاقام، ونهت وأمرت بين يديه الليالي والأيام:
ورف إليهم بنات النهى ... فامهر نقدا ولم يخش نقدا
ونظمها بجبيين العلى ... فزانت كما زين الجيد عقدا
خطب حسناء المعالي فلم يغفله المهر، ونهى وأمر فامتثل إليه النهى والأمر، وأنيل أمله النظم والنثر، وحلل سحرهما وقد حرم السحر، فقرط وشنف، ودبج وفوف، وألف وصنف، وعنى ببنات فكره القلوب ممن عنى، وعنف، وسحرتني ألفاظه، ولقد كنت بعيدا من أن أصاب بسحر، إلا أنه اليوم قد آثر الراحة من حراسهم وحجا بهم، واستغنى بباب الله عن الوقوف إلى أبوابهم، فما يطأ لهم ناديا، ولا يبلي منهم مناديا، بل اقبل ما يعنيه، وأعرض عما كان يتعبه ويعنيه، بهمة تشرق فهي الشمس أو تسمو إلى الغايات فهي زحل.
1 / 57