قلنا: إثبات قديم غير الله مستحيل، وسنبينه في باب نفي الإثنين.
فإن قال: لا هو ولا غيره ولا بعضه.
قلنا: هذا لا يعقل ويستحيل؛ لأن كل مذكورين كل واحد منهما يختص بصفة لا بد أن يكونا غيرين، ولأن العلم علم وهو عالم، ويستحيل أن لا يكون هو ولا غيره، ولأن القديم يختص بصفات لا تجوز على العلم، والعلم يختص بصفات لا تجوز على القديم، وكل ذلك يبين أنه غيره، ولأنك إذا قلت: ليس هو ولا بعضه فقد أثبت الغيرية، فإذا قلت: ولا غيره ناقضت.
ويقال لهم: إذا كان العلم قديما والقدرة قديمة وكذلك الحياة والقدم من الصفات النفسية اللازمة، فإذا شاركت هذه المعاني القديم في صفة القدم وجب أن تشاركه في سائر صفات النفس وتكون مثلا للقديم، ثم يلزم عليه وجوه من الفساد:
منها أن يكون العلم إلها، والقدرة إلها، والحياة إلها.
ومنها أن يكون الإله بصفة هذه المعاني.
ومنها أن تكون هذه المعاني بعضها بصفة بعض حتى يكون المعنى قدرة، حياة، علما.
ومنها أن يقع المعنى بواحد عن الباقين.
ومنها أن يقع المعنى بذات القديم، فيلزمهم نفي المعاني على أقبح الوجوه.
ويقال لهم: أيعلم كل المعلومات بعلم واحد أو بعلوم؟.
فإن قال: بعلوم، قلنا: وجب أن تكون علوما لا نهاية لها قدما وهذا محال.
وإن قال: بعلم واحد، قلنا: وكيف يتعلق علم واحد سائر المعلومات على طريق التفصيل والشاهد يحيل ذلك.
ويقال لهم: العلوم المتعلقة بالمعلومات المختلفة هي مختلفة أو متماثلة؟.
مخ ۸۳