ويقال لهم: وآية أخرى في خلق الفواكه والثمار، فمنها الرمان، كيف جعل للحبة بلالا يتصل بها في الجيوب، وجعل الحبوب منضودة، وجعل بينها اللفائف، ثم جمع ذلك وضمنها، وجعل لها قشرا ذات ألوان وطعوما مختلفة، ثم أنواع البطيخ والأعناب، وتنضيد حبوبها وألوانها، ويدرك كل شيء منها في وقت معلوم على ما قدرها العزيز العليم.
ويقال لهم: وآية أخرى في أنواع الرياحين واختلافها وألوانها وأزهارها وطيبها من ورق وزهر وأصل وعرق، ومنها ما يخرج في الربيع، ومنها ما يخرج في الشتاء، ومنها ما يدوم، ومنها ما لا يدوم، كل ذلك تقدير العزيز العليم.
وآية أخرى في الأدوية المختلفة، بعضها عروق، وبعضها غصون، وبعضها صموغ، وبعضها لا يصلح إلا بضم غيرها إليها، وبعضها سم، وبعضها مصلح، وبعضها ممسك، وبعضها مسهل، وبعضها يختص ببعض الأعضاء فيصلحها ويفسد أخرى، ثم لها بقاع مختلفة، وبلاد مفترقة، يجلب بعضها إلى بعض يضم ويصلح، فمن دبر ذلك وأعلم الناس به غير الله تعالى؟.
وآية أخرى وهي النبات في البراري، من غرسها؟ ومن حفظها؟، فمنها ما هو رزق الوحوش والدواب والأنعام والطيور، ومنها ما هو أدوية، ومنها ما هو صبغ إلى غير ذلك مما لا يعلم تفاصيله إلا الله تعالى.
ويقال لهم: وآية أخرى في النار ووقودها، وكمونها بين الحجر والحديد والخشب على ما قال تعالى: ?أفرأيتم النار التي تورون ، ءأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون?[الواقعة:71-72]، ثم كثرة منافعها للطعام وآلات المعيشة. ولين الحديد وصنعه، كل شيء للزينة وغير ذلك.
ويقال لهم: وآية أخرى في الماء وجريانه من العيون والأحجار، وضروب الإنتفاع به، وألوانه وطعومه، ثم أنواع المائعات.
مخ ۵۷