ويقال لهم: ومن آياته في هذه الأنواع من النبات المختلفة حتى ييبس كثير منها في الشتاء، وهي عظيمة الساق صلبة الأوراق، ويبقى بعضها وهي دقيقة الساق خضرة لا تتغير على مرور الأيام، فإذا جاء الربيع يتفتح ويكبر ويخرج الحب، ثم في ضروب النبات وألوانها وأزهارها ومنافعها ومضارها، فالحبوب للغذاء، والثمار للتفكه، والأتبان لعلف الدواب ومنافع الطين، والعقاقير للأدوية، ثم منافع الأوراق والأصول والفروع والصموغ واللحى وكل شيء، فمنها ما له ساق وأغصان فتحمل حملها، ومنها ما يكثر حملها فيبسط على وجه الأرض، وكل ذلك تقدير العزيز العليم، قال تعالى: ?أنا صببنا الماء صبا، ثم شققنا الأرض شقا، فأنبتنا فيها حبا، وعنبا وقضبا، وزيتونا ونخلا?...الآية[عبس:25-29].
ويقال لهم: ومن آياته أن كل شيء كان الناس إليه أحوج فهو أكثر، كالحبوب والمياه والأشجار والحديد ونحوها، وكلما يستغنى عنه الخلق فهو أقل، كالمسك والسكر ونحوها.
ويقال لهم: ومن آياته أن من الثمرات ما له زهر، ومنها ما لا زهر لها، ومنها ما هي في أوعية كالسمسم والخردل والقطن والباقلا ونحوها ليقيها من الآفات، ومنها ما له قشور كالحنطة، ومنها ما هو ظاهر كالثمار، ثم جعل لكل شيء منها أوراقا على هيئة ولون، لا يتهيأ لأحد مثله سوى الله تعالى.
مخ ۵۶