ويقال لهم: وفي هذا أيضا آية أخرى وهي ارتفاع الشمس وانحطاطها على حسب فصول السنة، كل فصل لتدبير وتقدير، فالشتاء للسحاب والأمطار والثلوج والبرد، وغير ذلك من الأمور التي بها يتم النبات والحيوانات، ثم الربيع للنبات والثمار والأرزاق وتحرك الحيوانات، ثم الصيف لتنضيج ما يبتديه الربيع، ثم الخريف لتمام ذلك.
ويقال لهم: وآية أخرى دوران الشمس والقمر على العالم لتصل منافعهما إلى جميع الخلق، فلو كانا واقفين في موضع مخصوص لاختص به قوم وبقعة، فتعالى الله عز وجل.
ويقال: ومن آياته الليل والنهار دبرهما على ما نشاهدهما من زيادة ونقصان بحسب المصالح، وليعلم عدد السنين والحساب بحسب جريان الشمس.
ويقال لهم: أليس عندكم أن نور القمر من الشمس مقتبس دون سائر الكواكب، ونور الشمس من ذاتها، فلا بد من: بلى.
فيقال: من قدر هذا التقدير على اختلافه، فجعل بعضها مضيئا أبدا، وجعل القمر مرة يزيد ومرة ينقص، ومن أجرى الكواكب في منازلها، ولم كان بعضها أقرب وبعضها أبعد، ولم كان يسير بعضها في المنازل أسرع، وبعضها أبطأ إلا بقدر على ما قال تعالى: ?كل في فلك يسبحون?[الأنبياء:33].
ويقال لهم: ومن آياته الحر والبرد والاعتدال على حسب فصول السنة لإتمام المصالح والمعايش، حتى لو تغير بعض ذلك عن موضعه لفسد العالم.
مخ ۵۵