ويقال لهم: من جعل الشمس من بين النجوم مضيئة مشرقة على هذا الحد، ومن جعل القمر نورا، ومن جعل ذلك يزيد وينقص، ومن أعلم الناس بمجاري النجوم والكواكب، وكيفية هذه الثواقب إلا الله سبحانه وتعالى، ومن ذلك خلق الأرضين والجواهر السفلية بما فيها من آلات ومنافع الخلق.
يقال لهم: أليس هذه الأرض أجساما مؤلفة، فمن خلقها وألفها، ومن سكنها لتصير متصرفا للخلق في تصرفاتهم وأعمالهم، ومن جعلها موضع نباتهم رزقا لهم والأشجار والثمار، ومن أرسى الجبال الراسيات وجعلها كالخزائن، ففيها تستقر الثلوج، وفيها تسكن المياه، ومنها تخرج العيون، وفيها الأفياء، وفيها معدن كثير، من الحيوان من الوحش والطيور، ثم ركبت فيها من أنواع الجواهر لمنافع العباد، كالنحاس، والرصاص، والفضة، والذهب، والزجاج، والجص، وغيرها من أنواع الجواهر، كل ذلك لمنافع الخلق، قال تعالى: ?وجعلنا فيها رواسي شامخات?[المرسلات:27]، وقال: ?وقدر فيها أقواتها?[فصلت:10].
ويقال لهم: من خلق هذه البحار، والماء المتراكم فيها، والحيوانات المجتمعة في مائها، وأنواع الزينة المستخرجة منها، والطيب المنتفع به كاللؤلؤ والعنبر وغيرهما من العقاقير، ثم هذه السفن لركوبها، وجعل الماء بحيث تجري فيه السفن لنتمكن من الأسفار والتجارات، قال تعالى: ?وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون?[يس:41].
مخ ۵۳