قلنا: سنبين فساد ذلك، وبعد فكل ما دل على حاجته إلى محدث دل على أن المحدث يجب أن يكون قادرا عالما حيا سميعا بصيرا. وقد نبه الله تعالى على أدلة التوحيد في مواضع جمة من كتابه وفصلها المتكلمون، فقال في سورة البقرة: ?إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون?[البقرة:164]، وفي الروم: ?ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ، ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ، ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين?...الآيات إلى آخرها[الروم:20-22]، وفي سورة النمل: ?أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أءله مع الله بل هم قوم يعدلون?...الآيات[النمل:60]، وغير ذلك من الآيات في خلق الإنسان، وخلق السماوات والأرض وما بينهما على ما ننبه على تفصيله على طريق الإيجاز، فمن ذلك خلق الحيوان، فأول ما فيه أن يقال لهم:
مخ ۴۷