============================================================
البيت موضع الشاهد في الحكاية، بينما أورد الحريري ستة أبيات، منها البيت المذكور بطبيعة الحال(1).
و الحكايات أو الاستطرادات التي يوردها ابن منظور في التهذيب يرردها على سبيل الاستحسان في الغالب، وليس لأنها تضيف شيئا للمعنى، ففي مادة (ذنب) قال ابن منظور:11 يقولون للبسرة إذا بدا الإرطاب من أسفلها مذنبة بفتح النون، والصواب: مذتبة بكسر النون 1، والمسألة كان يمكن الاكتفاء بها هكذا، ولكنه أتبعها بحكاية جمعت بين الكسائي وأبي محمد اليزيد في مجلس هارون الرشيد، بينما حذف تعليق الحريري بعد ذلك في قوله:" وليس سهو الكسائي فيما أزلقه فيه الزيدي مما يقدح في فضله أو ينبئ عن قصور عمله، إذ لا خفاء باشتمال علمه على ان البسرة إذا أرطبت من قبل ذنبها قيل لها: مذتبة، فإذا بلغ الارطاب نصفها قيل لها: جزعة، فإذا بلغ ثلثها قيل لها: حلقانة ومحلقنة، وإذا رطبت جميعها قيل لها: معوة"1(2) .
فكل من الحكاية وتعليق الحريري بعدها كان يمكن الاستغناء عنه في هذه لسألة، وواضح أن استطراد الحريري في الدرة أكثر التصاقا بالمسألة، ولكن ابن منظور آثر ذكر الحكاية فقط، استحسانا منه لا غير: وابن منظور يعمد إلى التخفف من كل ما يمكن التخفف منه، شريطة ألأ يؤثر على المعنى المطلوب، كما في مادة (جنب): " يقولون لمن أصابته الجنابة: قدجنب، فيوهمون؛ لأن معنى جنب: أصابته ريح الجنوب، فأما من الجنابة فيقال فيه: أجنب، وجوزوا فيه: جنب واشتقاقه من الجنابة، وهي البغد، فكأنه سمي بذلك لتباعده من الساجد إلى أن يغتسل:.
(1) انظر الدرة (و) 33، والدرة (ض) 73، والدرة (ك) 56.
(2) الدرة (و) ص 24-25، والدرة (ض) 54-55، والدرة (ك) 42 -43 .
41
مخ ۴۳