============================================================
وضعهما للمبالغة، ألاترى إلى قوله في تعظيم صفاته: (وأعتصمواياللههو مولكي فنعم المولل ونعر النصير (43)) (سورة الحج:78/22]1(1).
ولم يشر إلى تكرار المسألة في مادة (بيس). ولو أن ابن منظور نهج نهجا واحدا في الإحالة، وجعلها دائما على ما سبق ذكره لكان أفضل: وابن منظور أحيانا لا يحيل، فمن ذلك قوله في مادة (ورد):1 يقولون: هذا أمر يعرفه الصادر والوارد، ووجه الكلام أن يقال: الواردوالصادر؛ لأنه مأخوذ من الوزدوالصذر، ومنه قيل للخادع: يوردولا يصدر، ولماكانالورديقدم الصذر وجب أن تقدم لفظة الواردعلى الصادر:.
وفي مادة (صدر):1 يقولون: هذا أمر يعرفه الصادر والوارث، ووجه الكلام أن يقال: الواردوالصادر، ولماكان الورد يقدم الصذر وجب أن تقدم لفظة الواردعلى الصادر17(2).
والآن نلقي نظرة على أسلوب ابن منظور في الاختصار والتهذيب، مع الاخذ في الاعتبار أن هذا الغرض يأتي عند ابن منظور في المقام الثاني بعد الترتيب، وأن حرصه على سلامة الترتيب كان يضطره إلى التكرار في مواضع عديدة، كما مربنا. وأول ما نلحظه في هذا الشأن أن ابن منظور يحذف كثيرا من الاستطرادات والحكايات التي يوردها الحريري، ففي مادة (قرب) يقول: 4 قال الحريري: ويقولون: هو قرابتي، والصواب: هو ذو قرابتي، وأنشد: [البسيط] يكي الغريب عليه ليس يغرفهو ذوقرابته في الحي مسرور والذي ذكره ابن منظور هو خلاصة ما أورده الحريري في الدرة، في حين أن المسألة في الدرة تحتوي على الحكاية المشهورة التي حكاها أبو القاسم بن الأنباري بسنده عن عبيد بن شربة الجرهمي، ومن جهة أخري فقد اقتصر ابن منظور علي (1) انظر أيضا مادتي (فمم) و(فوه)، ومادتي (بقا) و(خلا)، حيث أحال على المادة المتأخرة التي لم تأت بعد.
(2) ومثل ذلك في مادتي (صغر) و(كبر)، ومادتي (عتب)، و(عتم) ومادت (فرث) و(سرجن) فلم يجل فيها.
مخ ۴۲