وسادسها: أنه لما كان الكافر متمكنا منهما فاختار الكفر على الإيمان، فقد ترك الإيمان إليه، وصار كالمستبدل.
وسابعها: أنهم آمنوا ظاهرا، ثم تركوا الإيمان باطنا.
واختلفوا في الضلالة بالهدى، فقيل: الكفر بالإيمان، عن أكثر المفسرين، وقيل: اشتروا: اختاروا العذاب والهلاك على الهدى، يعني: طريق الجنة والثواب، كقوله: (والعذاب بالمغفرة) الآية، عن أبي مسلم.
(فما ربحت تجارتهم) أي لم ينتفعوا بذلك.
ومتى قيل: لم قال: فما ربحت تجارتهم، ولم يقل: ما ربحوا في تجارتهم، والرابح هو التاجر؟
قلنا: هو فصاحة في كلام العرب، يقال: ليلك قائم، ونهارك صائم، قال الشاعر: حارث قد فرجت عني غمي ... فنام ليلي وتجلى همي وقال آخر: وأعور من نبهان أما نهاره ... فأعمى وأما ليله فبصير فأضاف إلى الوقت، والمراد النبهاني.
ومتى قيل: هلا قال: ذهبت رؤوس أموالهم؟
قلنا: لأنه لما ذكر أنهم اشتروا الضلالة بالهدى تضمن ذلك خسران رأس المال، فإذا قال: ما ربحوا، دل على المعنيين.
وما كانوا مهتدين قيل: تأكيد لما تقدم، ومعناه: ما اهتدوا، وإنما اهتدى إليه المؤمنون، وقيل: ما أصابوا في فعلهم.
مخ ۲۶۲