عن الأصم. وقيل: لما قيل لهم في الآخرة: (ذق إنك أنت العزيز الكريم (49)
و (قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا) صار كأنه استهزأ بهم، وقيل: يظهر المؤمنين على نفاقهم، عن الحسن، وقيل: يطلع المؤمنون عليهم وهم في النار فيضحكون منهم، عن ابن عباس، كقوله: (فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون (34)
وحقيقة الاستهزاء لا يطلق على صفاته تعالى كالسخرية واللعب ويمدهم في طغيانهم أي يملي لهم، ويطول عمرهم، وإن كانوا متتابعين في الطغيان، وقيل: يمدهم في العمر لكي يرجعوا عن الطغيان، وهم يتحيرون في الطغيان، يعني في طغيانهم، وهو كفرهم وضلالهم يعمهون يتحيرون؛ لأنهم أعرضوا عن الحق فتحيروا وضلوا.
ومتى قيل: إذا كان معنى الله يستهزئ بهم يجازيهم فكيف يتصل بقوله: ويمدهم في طغيانهم؟
قلنا: لما كانوا في الإملاء معتزين بالسلامة، لا يشعرون بما يؤول إليه خالهم كأنه استهزأ بهم، وقيل: كأنه قال: يعاقبهم إلا أنه من غير معاجلة.
* * *
(الأحكام)
الآية تدل على أنه يجازي كل أحد بفعله.
وتدل على عظم حال المتحير في الدين تحذيرا من مثل حالهم، وتحث على التباعد عما يؤدي إليه.
قوله تعالى: (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين (16)
* * *
(القراءة)
مخ ۲۵۹