301

تهافت التهافت

تهافت التهافت

ژانرونه

[6] واما هل تفضى الطريقة التى سلكها ابن سينا فى واجب الوجود وممكن الوجود الى نفى مركب قديم فليس تفضى الى ذلك لانه اذا فرضنا ان الممكن ينتهى الى علة ضرورية والضرورية لا تخلو اما ان يكون لها علة أو لا علة لها وانه ان كانت لها علة فانها تنتهى الى ضرورى لا علة له فان هذا القول انما يؤدى من جهة امتناع التسلسل الى وجود ضرورى لا علة له فاعلة لا الى موجود ليس له علة اصلا لانه يمكن ان يكون له علة صورية او مادية الا ان يوضع ان كل ماله مادة وصورة وبالجملة كل مركب فواجب ان يكون له فاعل خارج عنه وهذا يحتاج الى بيان ولم يتضمنه القول المسلوك فى بيان واجب الوجود مع ما ذكرنا ان فيه من الاختلال .

[7] ولهذا بعينه لا يفضى دليل الاشعرية وهو ان كل حادث له محدث الى أول قديم ليس بمركب وانما يفضى الى اول ليس بحادث واما ان يكون العالم والعلم شيئا واحدا فليس ممتنعا بل واجب ان ينتهى الامر فى امثال هذه الاشياء الى ان يتحد المفهوم فيهما وذلك ان العالم ان كان عالما بعلم فالذى به يكون العالم عالما أحرى ان يكون عالما . وذلك أن كل ما استفاد صفة من غيره فتلك الصفة أولى بذلك المعنى المستفاد . مثال ذلك ان هذه الاجسام الحية التى لدينا ان كانت ليست حية من ذاتها بل من قبل حياة تحلها فواجب ان تكون تلك الحياة التى استفاد منها ما ليس بحى الحياة حية بذاتها او يفضى الامر فيها الى غير نهاية وكذلك يعرض فى العلم وسائر الصفات

مخ ۳۱۴