212

تهافت التهافت

تهافت التهافت

ژانرونه

[140] والاول عندهم لا يعقل الا ذاته وهو بعقله ذاته يعقل جميع الموجودات بافضل وجود وافضل ترتيب وافضل نظام وما دونه فجوهره انما هو بحسب ما يعقله من الصور والترتيب والنظام الذى فى العقل الاول وان تفاضلها انما هو فى تفاضلها فى هذا المعنى ولزم على هذا عندهم أن لا يكون الاقل شرفا يعقل من الاشرف ما يعقل الاشرف من نفسه ولا الاشرف يعقل ما يعقل الاقل شرفا من ذاته أعنى أن يكون ما يعقل كل واحد منهما من الموجودات فى مرتبة واحدة لانه لو كان ذلك كذلك لكانا متحدين ولم يكونا متعددين فمن هذه الجهة قالوا ان الاول لا يعقل الا ذاته وان الذى يليه انما يعقل الاول ولا يعقل ما دونه لانه معلول ولو عقله لعاد المعلول علة واعتقدوا ان ما يعقل الاول من ذاته فهو علة لجميع الموجودات وما يعقله كل واحد من العقول التى دونه فمنه ما هو علة الموجودات الخاصة بذلك العقل اعنى بتخليقها ومنه ما هو علة لذاته وهو العقل الانسانى بجملته

[141] فعلى هذا ينبغى ان يفهم مذهب الفلاسفة فى هذه الاشياء والاشياء التى حركتهم الى مثل هذا الاعتقاد فى العالم فاذا تؤملت فليست باقل اقناعا من الاشياء التى حركت المتكلمين من اهل الملة اعنى المعتزلة أولا والاشعرية ثانيا الى ان اعتقدوا فى المبدأ الاول ما اعتقدوه

مخ ۲۱۸