[142] أعنى انهم اعتقدوا ان ههنا ذاتا غير جسمانية ولا هى فى جسم حية عالمة مريدة قادرة متكلمة سميعة بصيرة الا ان الاشعرية دون المعتزلة اعتقدوا ان هذه الذات هى الفاعلة لجميع الموجودات بلا واسطة والعالمة لها بعلم غير متناه اذ كانت الموجودات غير متناهية ونفوا العلل التى ههنا وان هذه الذات الحية العالمة المريدة السميعة البصيرة القادرة المتكلمة موجودة مع كل شىء وفى كل شىء أعنى متصلة به اتصال وجود .
[143] وهذا الوضع يظن به انه تلحقه شناعات وذلك ان ما هذا صفته من الموجودات فهو ضرورة من جنس النفس لان النفس هى ذات ليست بجسم حية عالمة قادرة مريدة سميعة بصيرة متكلمة فهؤلاء وضعوا مبدأ الموجودات نفسا كلية مفارقة للمادة من حيث لم يشعروا
[144] وسنذكر الشكوك التى تلزم هذا الوضع واظهرها على القول بالصفات أن يكون ههنا ذات مركبة قديمة فيكون ههنا تركيب قديم وهو خلاف ما تضعه الاشعرية من ان كل تركيب محدث لانه عرض وكل عرض عندهم محدث .
[145] ووضعوا مع هذا جميع الموجودات افعالا جائزة ولم يروا ان فيها ترتيبا ولا نظاما ولا حكمة اقتضتها طبيعة الموجودات بل اعتقدوا ان كل موجود فيمكن ان يكون بخلاف ما هو عليه وهذا يلزمهم فى العقل ضرورة وهم مع هذا يرون فى المصنوعات التى شبهوا بها المطبوعات نظاما وترتيبا وهذا يسمى حكمة ويسمون الصانع حكيما .
مخ ۲۱۹