[138] ولما نظروا ايضا الى الجرم السماوى ورأوا فى الحقيقة جسما واحدا شبيها بالحيوان الواحد له حركة واحدة كلية شبيهة بحركة الحيوان الكلية وهى نقلته بجميع جسده وهذه الحركة هى الحركة اليومية وراوا ان سائر الاجرام السماوية وحركاتها الجزئية شبيهة باعضاء الحيوان الواحد الجزئية وحركاتها الجزئية فاعتقدوا لمكان ارتباط هذه الاجسام بعضها ببعض ورجوعها الى جسم واحد وغاية واحدة وتعاونها على فعل واحد وهو العالم باسره انها ترجع الى مبدأ واحد كالحال فى الصنائع الكثيرة التى تؤم مصنوعا واحدا فانها ترجع الى صناعة واحدة رئيسة .
[139] فاعتقدوا لمكان هذا ان تلك المبادى المفارقة ترجع الى مبدأ واحد مفارق هو السبب فى جميعها وان الصور التى فى هذا المبدأ والنظام والترتيب الذى فيه هو افضل الوجودات التى للصور والنظام والترتيب الذى فى جميع الموجودات وان هذا النظام والترتيب هو السبب فى سائر النظامات والترتيبات التى فيما دونه وان العقول تتفاضل فى ذلك بحسب حالها منه فى القرب والبعد .
مخ ۲۱۷