187

تهافت التهافت

تهافت التهافت

ژانرونه

[89] وهذه المعرفة تحصل للانسان بهذا الوجه سواء علم كيف مبدأ خلقة هذه الاجسام اعنى السماوية أو لم يعلم وكيف ارتباط وجود سائر الآمرين بالآمر الاول او لم يعلم فانه لا شك انها لو كانت موجودة من ذاتها أعنى قديمة من غير علة ولا موجد لجاز عليها الا تأتمر لآمر واحد لها بالتسخير والا تطيعه وكذلك حال الآمرين مع الامر الاول واذا لم يجز ذلك عليها فهنالك نسبة بينها وبينه اقتضت لها السمع والطاعة وليس ذلك أكثر من انها ملك له فى عين وجودها لا فى عرض من اعراضها كحال السيد مع عبيده بل فى نفس وجودها فانه ليس هنالك عبودية زائدة على الذات بل تلك الذوات تقومت بالعبودية وهذا هو معنى قوله سبحانه ان كل من فى السموات والارض الا آتى الرحمن عبدا وهذا الملك هو ملكوت السموات والارض الذى اطلع الله تعالى عليه ابراهيم عليه السلام فى قوله تعالى وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السموات والارض .

[90] وانت تعلم انه اذا كان الامر هكذا فانه يجب الا تكون خلقة هذه الاجسام ومبدأ كونها على نحو كون الاجسام التى ههنا وان العقل الانسانى يقصر عن ادراك كيفية ذلك الفعل وان كان يعترف بالوجود فمن رام ان يشبه الوجودين احدهما بالآخر وان الفاعل لها فاعل بالنحو الذى توجد الفاعلات ههنا فهو شديد الغفلة عظيم الزلة كثير الوهلة

[91] فهذا هو اقصى ما يفهم به مذاهب القدماء فى الاجرام السماوية وفى اثبات الخالق لها وفى انه ليس بجسم واثبات ما دونه من الموجودات التى ليست باجسام واحدها هى النفس .

مخ ۱۹۳