[الكافرون: 1] على غير وجهها، قال: أعبد ما تعبدون وأنتم عابدون ما أعبد. فنزل قوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلوة وأنتم سكرى حتى تعلموا ما تقولون
[النساء: 43]). وكانوا يشربونها قبل الصلاة؛ وكانوا يتناشدون الأشعار في شربها ويفتخرون، فقال عمر: (اللهم بين لنا بيانا شافيا في الخمر، فنزل قوله تعالى:
يأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه
[المائدة: 90] إلى قوله:
فهل أنتم منتهون
[المائدة: 91]؛ فقال عمر: انتهينا يا رب) فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإراقة الخمر حتى أمر بكسر الدنان تغليظا وتشديدا.
ومعنى الآية: يسألونك يا محمد عن الخمر والميسر، قل فيهما إثم عظيم؛ لأن الخمر يوقع العداوة والبغضاء ويحول بين الإنسان وبين عقله الذي يعرف به ما يجب عليه لخالقه. والقمار يورث العداوة أيضا؛ فإن المقمور إذا رأى غيره قد فاز بماله من غير منفعة رجعت إليه؛ بغضه وعاداه. وقيل: معنى قوله تعالى: { قل فيهمآ إثم كبير } أي وزر عظيم من المشاتمة والمخاصمة وقول الفحش والزور وزوال العقل، والمنع من الصلاة، واستحلال مال الغير بغير حق.
وقرأ أهل الكوفة إلا عاصما: (قل فيهما إثم كثير) بالثاء؛ وقرأ الباقون بالباء؛ واختاره أبو عبيد وأبو حاتم؛ لقوله تعالى: { وإثمهمآ أكبر من نفعهما } ولقوله تعالى:
إنه كان حوبا كبيرا
ناپیژندل شوی مخ