قال جالينوس: ولما كان أبقراط قد أمر في الفصل الذي قبل هذا أن يكون انحطاط في التدبير الذي قد بلغ الغاية القصوى من اللطافة على حسب بعد المرض عن منتهاه، زادنا في هذا الفصل مطلبا أخر ليكون معرفتنا بالمقدار الذي ينبغي أن لا يتجاوزه في الأنحطاط على الاستقصاء والصحة. والمطلب الذي زادنا هو قوة المريض. وذلك أنا إنما نغذو بسببها، لا بسبب المرض نفسه. فمتى قدرنا مقدارا ما من الغذاء بحسب بعد منتهى المرض وقربه فرأينا القوة تفي بالثبات عليه إلى وقت منتهى المرض فإنا نكون قد قدرنا الغذاء على الاستقصاء. ومتى رأيناها تضعف على أن تفي به فينبغي أن تزيد في الغذاء وتغلظه على حسب ما يوجبه مقدار ضعف القوة. ولهذا قد نضطر في بعض الأوقات إلى أن نغذو المريض في وقت منتهى المرض نفسه إذا عرض له عارض تحل قوته. وهذا القول أيضا هو جزء من جملة قول أبقراط في تدبير الغذاء وإن جعل جاعل هذا الفصل والفصل الذي قبله والذي يأتي بعده قولا واحدا لم يخطأ. وأما أنا فإني إنما جزئته وفسرته جزئا جزئا ليكون بين وأوضح.
10
[aphorism]
مخ ۳۷۹