طبقات مشایخ په مغرب کې
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
ژانرونه
فلحقوه بموضع يقال له مانو ، وهو قصر على ساحل البحر من ابنية الامم السالفة فاقتتلوا قتالا شديدا لم ير أشد منه بالمغرب فى ذلك العصر فخرج رجل من عسكر المشرق يطلب المبارزة من عسكر نفوسة فلم يخرج اليه احد الاقتله، فأراد الخروج اليه افلح بن العباس وهو امير الجيش، فأبى ذلك أصحابه فقال لابد من ذلك فخرج اليه فقتله افلح واشتد بينهم واسرع القتل في الفريقين وكثر القتل والجراح في نفوسة حتى هموا بألانهزام، فلما رأى ذلك افلح أمر أمر صاحب البند ان يركزه في الارض حتى لاينهزم احد على البند، فأبى صاحب البند من ذلك . ثم اقتتلوا مليا، ثم رجع فقال اركز البند فأبى فقال لابد ان تحفر للبند فتركزه فقال له صاحب البند انى قد امسكته مع جدك ومع ابيك ومع اخيك ، ولم يأمرنى احد منهم بأن احفر له ، وها انا حفرت له حفر الله لك . فلما ركزه فى الحفرة، ولى أفلح منهزما وتركهم يلوذون به، ولم يستجيزوا ان ينهزموا ويتركوا البند قلئما ، فقتل منهم بشر كثير . وقد كان أفلح فيما بلفنا قد كره خروجهم الى ابراهيم، وقتالهم اياه، ولذلك فعل بهم ما فعل . ثم ان رجلا من ذوى البصيرة فى دين الله ردد بصره في البند فرآه قائما والناس يلوذون به ويصرعون حوله فعمد اليه وقال انى لارى انك لم يبق لك حظ في النصر ، وانك منهزم، فضربه بسيقه فسيط. فلما رأى من بقى من عسكر أفلح ان البند قد سقط ولوا مدبرين، فافلت من افلت منهم . فذكر من يوثق به ان عدة القيلى اثنا عشر ألفا، فمن نفوسة يومئذ اربعة آلاف ومن سائر القبائل ثمانية آلاف، وكان في القتى اربعمائة عالم، ولم يبق بعدهم عالم يفتى في النوازل الا ابو القاسم البغطورى، وعبدالله بن الخير. ثم تلامذتها بعدهما. وبلغنا ان عمروس ابن فتح كان في آخر العسكر وتحته فرس سابق وكان يحمى صاحبه، فاذا طلب لحق واذا طلب سبق، فنصبوا له حبالا واضطروه اليها، فعثر به الفرس واخذ أسيرا.
مخ ۹۳