============================================================
كثيرا، ثم استقر بعد ذلك بدينة زبيد وصحبه بها جمع كثير من الناس وأقبلوا عليه اقبالا كليا وكثرت شهرته وتواترت كراماته، وكان مقامه منها بسجد الاشاعر هو وأصحابه، وكان بعد صلاة الظهر وبعد صلاة العصر يتكلم مع أصحابه بشيء من الحكم والمواعظ وعلوم الحقائق، وبعد صلاة المغرب لا يشتغل بشيء غير الصلاة، ويأمر أصحابه بذلك ويقول: الصلاة في هذا الوقت أفضل من جميع العبادات، وكان يحث على إحياء ما بين العشاءين والتلث الأخير من الليل، ويقول: هي أوقات الصديقين.
ومن كراماته، ما حكاه بعض الصالحين قال: دخلت أنسا وجماعة مسجد الفازة فوجدنا الشيخ الصياد في أيام بدايته وعنده شاب، فقلنا له: هذا تلميذك؟
فلم يجبنا، فقلنا للشاب: هذا شيخك؟ فقال: نعم، فقلنا للصياد قد صار لك مريدون، فغضب وقال: نعم هو تلميذي، فقلنا: إذا كان لك تلميذ فمره يشي على هذا الماء بحالك يأتينا بحجر من هذا الجبل، وأشاروا الى جبل هنالك في وسط البحر بينه وبين الساحل قدر نصف يوم، فخرج الى الساحل وقسال للشاب: امش على هذا الماء وأتثا بحجر من هذا الجبل الساعة، فنزل الشاب الى البحر يمشي على الماء كأنه يمشي على الأرض، فأقسمنا على الشاب أن يرجع، فلم يفعل فاقسمنا على الشيخ أن يرده، فقال له: ارجع، فرجع فندم الجماعة على فعلهم ندما شديدا وأقبلوا على الشيخ يعتذرون منه واستغفروا الله تعالى في حقه، وطلبوا منه آن يعفو عنهم ويدعو لهم فعفا عنهم ودعا لهم. وكان يقول: والله لو كان أهل وقتنا يحتملون بسط الكرامات لكنت أجمع أربعمائة رجل من أهل زبيد يوم عرفة، ونحرم من مسجد الأشاعر، ثم آقسمهم فرقتين فرقة تطير في الهواء وفرقة تمشي على الماء ونقف مع الناس في جبل عرفات. وذكر عنده أن بعض الصالحين يركب الأسد، فقال: لولا ان الناس لا يحتملون بسط الكرامات لكنت أربط لهم سبعين أسدا وان أحبوا تركتها تمشي بين الناس في الشوارع ولا تضر أحدا، ولما حوصرت مدينة زبيد في أيام بني المهدى وطال على أهلها التعب كلموا الشيخ في ذلك فقال: بينا أنا صبح أمس قاعدا أفكر في ذلك، إذ
مخ ۶۶