============================================================
العجائب ويحدث عن أشياء من الغرائب عن الخضر عليه السلام وغيره من الأولياء، نفع الله بهم، ثم خرج الى البراري والمفازات وأقام على ذلك ميدة طويلة أيضا، قال نفع الله به: أتاني آت في بعض المفاوز بخبز ولحم وقال لي: كل يا صياد، فقلت: لا أريد شيئا، فغاب عني، ثم آتاني بعد ذلك بحلاوة وكعك وقال لي: كل، فقلت لا أريد شيئا، فغاب عني ثم أتاني بعد ذلك بسويق وسكر وقال لي: كل، فقلت لا أريد شيئا، ثم لم يزل يعرض علي أنواع الطعام وأنا لا ألتفت الى ذلك أبدا، وكان في أثناء ذلك يدخل الى أهله وأولاده بزبيد فيقولون له: قد وصلنا الذي أرسلت لنا به من الدراهم، ووصلنا الذي أرسلت لثا به من التياب، ونحن في خير بحمد الله ولم يكن يرسل لهم شيئا.
ويحكى آنه نام ليلة بين القبور، فسمع هدة عظيمة فغاب عقله وحصل عليه حيرة عظيمة وذهول، حتى أقام سنة لا يعرف أحدا ولا يميز شيئا ولا يعمل عملا، وكذلك حصل عليه في بعض الأوقات غيبة وهو ساجد في بعض البراري، فأقام كذلك ساجدا حولا كاملا لا يتحرك ولا يشعر بشيء، فما أفاق، إلا وقد تلفت إحدى عينيه، قال: فوجدت بعض الصالحين فسألي عن ذهاب عيني فاخبرته، فقال: تعجز يا ضعيف آن تقول بها هكذا ثم مسح عليها بيده فإذا هي كما كانت لم يكن بها شيء، وكان يطرأ عليه حال الفناء كثيرا، حتى كان يقيم أياما مطروحا تسفي عليه الرياح وينبت عليه العشب، وكان يثني كثيرا على السواحل ويذكر أنها مورد عباد الله الصالحين، وكان كثير التردد إليها ويقول: هي من مسجد المبرك الى مسجد المخا، وهذان المسجدان مشهوران بالبركة، وهما على ساحل البحر فمسجد المبرك بفتح الميم وسكون الباء الموحدة وفتح الراء واخره كاف وهو في حدود ذؤال ومسجد المخا يفتح الميم تم خاء معجمة، وسيأتي ذكره في ترجمة الشيخ علي القرشي وبينهما قدر يومين، ومسجد الفازة المقدم ذكره متوسط بينهما، وهو الى مسجد المبرك أقرب، وكان يقول: هي أكثر أرض الله مأوى للصالحين يساق إليها الصالحون من جميع أقطار الأرض، وكان يثني أيضا على جزيرة كمران بأنها مأوى للصالحين ويكثر التردد إليها، ويقيم بها
مخ ۶۵