============================================================
قال لي سيدي: من خالف كلامك أحرقته بناري، فكان إذا أراد أن يأمر الفقراء بشيء يقول: أريد كذا وكذا، ولا يقول لهم اعملوا كذا وكذا، ويقول: آخاف عليهم النار إن خالفوني: وقال بعض الصالحين: رأيت الشيخ عليا الأهدل في النوم وهو راكب على فرس، ومعه جماعة فرسان، فقلت له: يا سيدي آين تروح وتترك موضعك؟
فقال: البركة ههنا وأشار الى الرباط، وهو موضع الجامع اليوم، وكانت وفاة الشيخ على لنيف وستمائة وعمره يومثذ ثلاثون سنة، سمعت ذلك من بعض ذريته مع ماله من الشهرة العظيمة والكرامات الخارقة والأحوال، وكان مع ذلك أميا وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وكان له ولدان، عمر وأبو بكر، كان عمر فقيها عالما عارفا صالحا فاضلا، وأما أبو بكر فكان صاحب كرامات وأحوال وسيأتي ذكره في باب الكنى إن شاء الله تعالى، وذرية الشيخ علي قل أن يوجد في مناصب اليمن مثلهم في الكثرة والشهرة، يقال انهم يزيدون على ألف رجل، والغالب عليهم الخير والصلاح شهر جماعة منهم بالولاية والكرامات، وسيأتي ذكر من تحقق حاله منهم إن شاء الله تعالى.
ابو الن علي بن عبدالله الطواشي صاحب حلى، كان شيخا كبيرا عارفا وليا كاملا، جليل القدر، مشهور الذكر، صاحب كرامات خارقة وأنفاس صادقة، وهو شيخ الامام اليافعي الذي انتفع به في طريق القوم ذكره في تاريخه، وأثنى عليه كثيرا وطول ترجمته وقال: حصل له مع السلوك جذبة من جذبات الحق تعالى، وأفاض عليه من فيض فضله وملأ قلبه من آنوار قدسه وطهره من صفات نفسه، وكشف له حجاب الجمال، وأطلعه على مكنون المعارف والأسرار، وهذا بعض ما ذكره: ومما يحكى من كرامات الشيخ علي المذكور أنه توجه يوما لصلاة الجمعة ومعه جماعة من أصحابه، فمر بإنسان من ينسب الى الفلسفة فسبه ذلك الانسان
مخ ۱۹۸