============================================================
ووضع رأسه على سجادة الشيخ فوضع الشيخ يده على رأسه وقال له: كتب أجل هذا في هذه الليلة فتصدق عنه بخمسة عشر دينارا، فمد الله في عمره خس عشرة سنة، ولكن أنت له وهو لك، فلما كان بعد خمس عشرة سنه قتله ذلك الثعبان وهو يسقي أرضا له بالوادي: ومن ذلك أنه غرق صبي في عقم الوادي جاحف، فجاءت أمه الى الشيخ تبكي، فذهب معها الى الوادي ونزل بعض الفقراء ودخل وأخرج الولد من الماء ووضعه بين يدي الشيخ، فجعل لحافه عليه ساعة وهو يحرك شفتيه، فعطس الولد وقام يمشي معهم.
ومن ذلك ما يحكى عن ولده الفقيه عمر، أنه قال: أعرف وأنا في الصغر أني قلت ليلة لوالدتي: افتحي لي الباب لأخرج لحاجة، فلم تفتح لي ، فقال لي والدي: قم فالياب مفتوح، ققمت فوجدت بابا فخرجت منه، ثم قالت لي والدق: يا عمر فأجبتها من خارج، فقالت: من أين خرجت؟ فقال لها الشيخ: افتحي له الباب فلو سكت لدخل من حيث خرج، قال: ومرة جاء والدي وأنا اكل التراب، فقال لي تأكل التراب؟ فقلت لا والله فضربني وقال تحلف بسيدي على الكذب.
ومن كراماته ما حكاه الإمام اليافعي في كتابه نشر المحاسن قال: كان للشيخ علي الأهدل هرة اسمها لؤلؤة، وكان يطعمها من عشائه فضر بها خادم الشيخ ذات ليلة، فماتت فرماها الخادم في مكان بعيد، فلما فقدها الشيخ سكت ليلتين أو ثلاثا، ثم قال له: اين لؤلؤة؟ فقال: ما أدري، فقال له: ما تدري؟ ثم ناداها الشيخ : يا لؤلؤة، فجاءت اليه تجري كعادتها. وكرامات الشيخ وأحواله كثيرة مشهورة.
كان الشيخ أبو الغيث إذا حكى أحواله يقول كان غالب أوقاته غائب الحس عن الناس، مملوءا بالله تعالى، لا يسمع خطابا إلا ظنه من الله تعالى، ولا يحس بشيء إلا وقف أدبا مع الله، وكان نفع الله به كثير الصمت جدا، وكان يقول: 197
مخ ۱۹۷