192

============================================================

بو عمرو عتمان بن عبدالله بن محمد بن يحدى العياني منسوب الى قرية عيانة المقدم ضبطها قرييا في ترجمة الفقيه عبدالله بن حشركة، كان المذكور فقيها صالحا ورعا زاهدا، كثير العزلة لا يدرس إلا في بيته، قل أن يخرج منه إلا لصلاة الجمعة، وكان مبارك التدريس، متمسكا بالسنة، متقللا من الدنيا، قانعا متها باليسير صاحب كرامات.

يروى أنه قال لابن أخ له يوما: اني سأخبرك برؤيا رأيتها فإن عشت فلا تخير بها أحدا، وإن مت فانت بالخيار، وذلك اني رأيت النبي في جماعة، فدنا مني وقبل بين عيني، فقلت: اللهم اجعلها عندك وديعة وذخرا واغفر لي يا خير الغافرين، وما أظنني أعيش بعدها الا يسيرا، فقال له ابن أخيه: ولم ذاك؟

فقال: إن الخطيب ابن نباتة رأى النبي يقبله في المنام فلم يعش بعد ذلك إلا اثني عشر يوما، ثم ان الفقيه عثمان المذكور لم يعش بعد ذلك إلا اثني عشر يوما، وكانت وفاته سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، وهو ابن ثلاث وستين سنه في سن النبى رحمه الله تعالى ونفع به آمين.

أبو عمرو عتمان بن هاشم الحيري بتقديم الجيم المفتوحة على الحاء المهملة الساكنة وكسر الراء واخره ياء سب، أظن أصله من الجبل، كان تفقهه ببيت حسين علي الققيه عمرو التباعي الآتي ذكره إن شاء الله تعالى، ثم تصوف بعد أن صار فقيها عالما كاملا، وصحب الشيخ عيسى بن حجاج والشيخ عليا الشنيني الآتي ذكره أيضا إن شاء الله تعالى، وفتح عليه في علوم القوم، وله في الحقائق كلام مشهور وفسر كلام المحققين تفسيرا تاما، وكان يتكلم بحضرة الشيخين المذكورين فيقبلان كلامه ولا ينكران عليه شيئا، وله في بيت حسين ذرية آخيار مباركون يعرفون ببني عنمان نسبة إليه، لهم زاوية محترمة ومسجد مبارلك تقام فيه الجمعة والجماعات،

مخ ۱۹۲