============================================================
و محمد عبدالله بن عمر بن بسالم الفايشي كان فقيها عاملا عارفا محققا في كثير من فنون العلم، أخذ عن الفقيه أحمد بن موسى بن عجيل وغيره، وكان أوحد أهل زمانه علما وعملا.
يروى آنه لما مرض مرضه الذي مات فيه، دخل عليه جماعة من الفقهاء يزورونه، فرآوه غير مكترث لما تزل به وهو يوصيهم بوصية من قد تحقق آنه ميت فقالوا له: يا فقيه إنا نجدك في عافية وكلامك كلام من قد تحقق الموت فأخبرنا ما أنت فيه، فقال: إني رأيت البارحة أن سقف بيتي هذا قد كشف حتى رأيت السماء و نوديت منها، آقدم يا فقيه من باب الترحيب، آقدم مرحبا بك، ونوديت باسمي واسم أبي فعلمت آنه قد دنا آجلى، وكانت وفاته سنة خمس وتسعين وستمائة رحمه الله تعالى آمين.
أبو محمد عبدالله بن يحيى بن آبي الهيتم بن دالسرع الصحبي بفتح الصاد وسكون العين المهملتين وكسر الموحدة، كان إماما كبيرا عالما عاملا وكان الفقيه يحيى بن أبي الخير صاحب البيان الأتي ذكره ان شاء الله تعالى، يثني عليه كثيرا ويعظمه، وكانت له كرامات ظاهرة. من ذلك آنه كان بين أهل قريته وبين قوم اخرين عداوة، وقصد أولئك التوم قرية الفتيه فنهوها وقتلوا بها جماعة، ولقي تاس منهم الفقيه ولم يعرفوه فضربوه بسيوفهم فلم تقطع فيه السيوف شيئا، فسئل عن ذلك فقال: كنت أقرأ آيات من القران الكريم، من قوله تعالى: *ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم. فالله خير حافظا وهو أرحم الراحين، وحفظا من كل شيطان مارد وحفظناها من كل شيطان رجيم، وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم، إن كل نفس لما عليها حافظ، إن بطش ربك لشديد، إته هو يبديء ويعيد، وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد، فعال لما يريد هل أتاك حديث الجنود، فرعون وثمود بل الذين كفروا 189
مخ ۱۸۹